فقد عمدت وسائل إعلام إيطالية مؤخرا إلى شن حملة ممنهجة تستهدف جودة زيت الزيتون التونسي , الذي اِحتلت تونس المرتبة الثانية عالميا في إنتاجه السنة الماضية , لذا يجب على الحكومة التونسية و على الوزارات المعنية و أيضا , و بصفة ملحة, على الإعلام عدم الصمت و عدم الإكتفاء بالردود التي لا تسمن و لا تغني , بل العمل على إبطال مفعول هذه الحملة بطرق ذكية و فعالة.
الإرهاب ليس إرهابا فكريا أو جسديا فحسب , فهناك إرهاب إقتصادي أيضا , كيف لا يكون إرهابا و هو يهدد أرزاق الناس من عاملين و منتجين و مصدرين و غيرهم , و قديما قالوا : " قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق " . يجب أن يتم التعامل مع هذه القضية من منطلق أنها مسألة أمن قومي حيث أن زيت الزيتون يمثل الرقم واحد في الصادرات الفلاحية التونسية إلى الإتحاد الأوروبي و يوفر ما يزيد عن مليون موطن شغل , لابد إذن للدولة التونسية أن تسرع و تحسن التعامل مع هذا الملف , و أن تعتبره بمثابة إعلان حرب تجارية على المنتوج التونسي .
الإسراع في التصدي لهذه الحملة و هذا " الإرهاب " الإقتصادي الخارجي يمنع الإنجرار إلى إرهاب إقتصادي داخلي قد تُجْبَرُ عليه الدولة مكرهة و يكون المواطن ضحيته .