وكشف المرزوقي أسباب دعوته لالغاء هذه العقوبة ، معتبرا أن الاعدام يمكن أن يكون عقوبة عادلة شرعية ضرورية في بعض الحالات، لكن استعمالها تاريخيا كان ولا يزال سلاح الاستبداد والظلم الطبقي والعنصرية للتنكيل بملايين الأبرياء.
وفسّر المرزوقي أن القراءة الحرفية للقرآن تجعل من الله سندا للطغاة ومبررا للظلم الاجتماعي، للعبودية ومحرضا على العنف ضدّ النساء، مشيرا إلى أن جل جلاله يصف نفسه بالرحمان الرحيم وأنه قال: ''من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا''، وفق تعبيره.
وبين الرئيس الأسبق للجمهورية التونسية أن الجريمة لا تكثر إلا في المجتمعات التي تطبق العقوبة وأقلها جرائم تلك التي اختفت فيها لأن علاج المرض في علاج أسبابه وليس في التعامل مع أعراضه.
واعتبر المرزوقي أن هذه العقوبة مثل دواء ينقذ حياة طفل ويقتل عشرة آلاف طفل، دواء كهذا سحبته من '' السوق '' أكثر من مائة وأربعين دولة في العالم ، مبينا أنها تطبق في السعودية الاستبدادية وفي امريكا الديمقراطية لنفس الجريمة أكثر بكثير على الأجانب في السعودية وعلى السود في أمريكا.
وفي سياق متصل، أكد أنه وخلال توليه الرئاسة اكتشف أن هناك 200 محكوم بالإعدام لم ينفذ فيهم الحكم منذ سنوات ولم يصدر في حقهم استبدال العقوبة بالسجن مدى الحياة مضيفا بالقول ''تصوروا ما معنى أن يعيش المرء سنين في رواق الموت لا يعرف هل سيأتيه الجلاد هذه الليلة أم التالية''، حسب تعبيره.