وأضاف الرميلي في تدوينة على صفحته الرسمية على الفايس بوك بان الحركة هي"المتسبب الرئيسي في ما يحصل وسيظل الوضع السياسي مختلا إذا لم ننجز التدارك المطلوب مع مخاطر الانعكاس السلبي خارج حدود الحزب لكن هذا موضوع آخر سنتناوله في الإبان وبآليات تقطع مع الورطة التي وقعنا فيها"، متابعا "لنا في نداء تونس حساب خاص ينتظرنا".
هذا واعتبر الرميلي بأن مبادرة حكومة الوحدة الوطنية على قدر اهميتها إلا أنه تم فيها تهميش" الحزب المحور والمؤسس للمرحلة الراهنة وهو حركة نداء تونس" و"استشارة من هبّ ودبّ إلا قياداته التاريخية".
وفي ما يلي نص التدوينة:
منح الثقة.... رغم كل شيء !
لم نترك مبادرة الحكومة الوطنية تمر دون أن نبدي رأينا بوضوح وصراحة - وقد دفعنا ثمن ذلك سبا وشتما - في جوانبها السياسوية البعيدة عن الهاجس التنموي رغم خطورته، وفي التهميش الكامل للحزب المحور والمؤسس للمرحلة الراهنة ألا وهو نداء تونس واستشارة من هب ودب إلا قياداته التاريخية في أمر على قدر عالي من الخطورة. وبعد إسقاط حكومة الحبيب الصيد في الظروف المعلومة طويت صفحة كاملة ودخلنا في مرحلة جديدة. ومن باب المسؤولية اعتبرنا أن المطلوب هو إنجاحها، ليس إرضاء لأي كان وإنما فقط من وجهة نظر مصلحة تونس. ومن نفس المنطلق نتطلع إلى أن يكون يوم الجمعة يوم وطني بامتياز، نكون فيه جماعيا واعين بوضعنا، دون تهويل أو تمسيح، وخاصة مستعدين لمواجهته بكل تبصر وواقعية وجرأة، وأخذا بعين الاعتبار لمصالح كل الفئات والجهات. ولا فائدة في التسابق في مزيد توصيف الوضع بأنه كارثي، فليس هذا ما سينقذنا، ولأن حالنا أحسن بكثير من إخواننا بالعراق وسوريا وليبيا واليمن، البلدان الوحيدة، مع مصر، التي تجوز المقارنة بها. و حتى مصر التي يحكمها الجيش بعد تحويل وجهة الثورة من طرف الإسلام السياسي وتحصلت على دعم مالي قوي فإنها تتخبط في أزمة خانقة شبيهة بتونس. إذن المطلوب هو الخروج من الطابع السياسوي الذي طغى إلى حد كبير على بداية 'العملية - المبادرة' وتجاوز مجمل سلبياتها، وتحويلها إلى فرصة للتكاتف الوطني والشعبي الذي يقفز على كل الحسابات الصغيرة والحقيرة في اتجاه التأسيس لمرحلة جديدة تقطع مع سلبيات القديم، بتقدير الانجازات حق قدرها والتعرية على الثغرات بما يجب من الوضوح دون السقوط في التهويل. حيث أن حتى أزمة المالية العمومية فليست جبل الهيمالايا مستحيل الاجتياز كما يصورها لنا الكثير وإنما عقبة جدية يمكن تجاوزها في ظل ديناميكية وطنية جديدة، تتفق فيها الأطراف الأساسية الفاعلة على خطة محبوكة، يتم على أساسها الالتزام الواضح والمتابعة الجماعية لتنفيذها. و هي الرسالة القوية التي تطور (برفع التاء ونصب الطاد والواو) على أساسها الاتفاقات مع شركائنا الدوليين. و بهذه المناسبة فإن العلاقة بالأطراف الدولية المالية تحددها طبيعة البناء الداخلي. حيث بقدر ما يكون ذلك البناء متماسكا بقدر ما نحسن شروط التفاعل والتفاوض مع الشركاء، الذين لا فائدة لا في شيطنتهم و لا في 'أملكتهم'. لكن دون وقبل وبعد كل هذا، لنا في نداء تونس حساب خاص ينتظرنا. لأننا نحن في الواقع المتسبب الرئيسي في ما يحصل. وسيظل الوضع السياسي مختلا إذا لم ننجز التدارك المطلوب مع مخاطر الانعكاس السلبي خارج حدود الحزب. لكن هذا موضوع آخر سنتناوله في الإبان وبآليات تقطع مع الورطة التي وقعنا فيها. أما بالنسبة ليوم الجمعة فإن الشعب التونسي والرأي العام يتطلع بأن يكون يوم الصراحة والمسؤولية والارتقاء بالمشهد السياسي إلى أعلى المراتب، عن طريق الخطاب الجدي سواء المساند أو المعارض، و تمكين حكومة الشاهد من الثقة البرلمانية كمراهنة عما هو إيجابي في تركيبتها وبرنامجها، والاحتفاظ بالحق الكامل في متابعة مسيرتها عن كثب، بالدعم إن سارت على الدرب المطلوب وبالنقد الواضح والصريح إذا خرجت عنه.