يحيي التونسيون، اليوم الخميس، الذكرى العاشرة لثورة 14 جانفي، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي بعد 23 سنة من الحكم، وذلك على إثر سلسلة من الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بمختلف جهات البلاد بداء من سيدي بوزيد للمطالبة برحيله واسقاط منظومة الديكتاتورية والاستبداد رافعين شعار "ثورة.. حرية.. كرامة وطنية".
ويرى مراقبون للشأن الوطني، أنّ الثورة التونسية التي قامت دون قيادة سياسية موجهة ودون برامج واضحة، هي ثورة فريدة من نوعها وسابقة في الوطن العربي، مكّنت بالخصوص من تحقيق مكاسب جد هامة في مجال الحقوق والحرّيات تضمنها الدستور لسنة 2014.
في المقابل يجمع آخرون على أنّ الثورة ظلّت تراوح مكانها ولم تتوفق في تلبية المطالب الشعبيّة في الكرامة والعدالة الإجتماعيّة التي قامت من أجلها.
ويستحضر أغلب هؤلاء المتابعين، في تصريحات أدلوا بها لـ(وات)، المسار الانتقالي المتعثر على مدى عشر سنوات، الذي يحييه التونسيون في ظل واقع ضبابي ومستقبل غامض، وأزمة سياسية واقتصادية خانقة وغير مسبوقة، وحالة احتقان اجتماعي واسع النطاق، زاد من حدّته الوضع الوبائي الذي ينذر بالخطر.
وأجمعوا على أنّ الفراغ القانوني الكبير الذي خلّفه سقوط النّظام السابق، والتركيبة الضعيفة والهشّة لعديد الأحزاب السياسيّة التي حصلت على التأشيرة بعيد 14 جانفي 2011، حال دون خلق التّوازن السياسي المطلوب وأدّى إلى تفاقم الأوضاع.