هذا الاِستدعاء الذي نجح في اِستثماره البعض , أغرى آخرين , فاِنتهجوا نفس النهج , و ركبوا " حصان بورقيبة " , طمعا في مكاسب و غايات حققها من سبقهم بالركوب .
نجح الباجي قايد السبسي في اِستثمار اِسم بورقيبة و سياسته و صورته لعدة أسباب , لعل أهمها سَبْقُهُ في اِستحضاره و مواكبته الشخصية له و العمل المباشر معه , و ربما التطبع ببعض طباعه , الإيجابية و السلبية , المهم أن الرجل ركب " حصان بورقيبة " و أحسن الركوب .
لم يتوقف الأمر عند السبسي , فقد اِعتمد محسن مرزوق , بعد خروجه من نداء تونس , نفس الخطة , بل اِعتبر نفسه الوريث الشرعي للبورقيبية و حامل مشروع " البورقيبية الجديدة " , دون أي أثر أو ملامح للجديد في طرحه , فلم يتجاوز الأمر حد التصريح و التغني بالقول لا غير .
هناك طرف آخر أيضا يبدو أن " الحصان " اِستهواه , فلم ير مانعا من تجربة ركوبه , فقد بدأ ناجي جلول وزير التربية يميل نفس الميل , حيث أصدر مؤخرا بيانا يدعو فيه الأساتذة إلى تخصيص حصة للحديث عن بورقيبة و اِنجازاته و فكره , الأمر الذي رأى فيه كثيرون عدم موضوعية و اِرتجالية مفرطة, ربما أراد الوزير أن يضاعف من نسبة رضا التونسيين عنه فاِمتطى , كغيره , " حصان بورقيبة " .
قد يكون لبورقيبة رمزية سياسية و تاريخية , لكن التوظيف الذي نراه اليوم في الوسط السياسي التونسي للإرث البورقيبي , جعل منه رمزا خاويا و مجرد أداة للحشد يعتمدها " ورثة مزعومون " .