لن نهتم في هذا المقال بالجدل اللغوي و الاصطلاحي في اللقب و الدرجة الأكاديمية التي يستحقها المرحوم منصف بن سالم..لكن اضطررنا للإشارة و التعريف بجزء من تحصيلاته العلمية و الأكاديمية حتى يدرك التوانسة عموما و الشباب خاصة - حجم التقصير في حق الرجل - حتى بعد موته – من قبل "نخبة" إستئصالية مريضة لا ترحم حيا و لا تترحم على ميت !
المرحوم البروفيسور وزير التعليم العالي السابق و أحد رموز النضال ضد الفساد و الاستبداد ، وصلته "يد الاستئصال" حتى وهو في قبره ! فالرجل ، ورغم الجنازة المهيبة التي حضرها الآلاف من شركائه في النضال و محبيه و أصدقائه ، قُبر إعلاميا قبل و أثناء و بعد دفنه من قبل مليشيات و مرتزقة إعلامية - ثبت أنها تتحرك بشكل منسق و تتلقى الأوامر و التوجيهات من غرفة قيادة "موحدة" – حاولت قدر المستطاع التعتيم على خبر وفاة المرحوم و تمريره "خلسة" في بعض العناوين "اليتيمة"..كما تجاهلت أغلب المؤسسات الإعلامية المكتوبة و المرئية و المسموعة "المنضوية" تحت "غرفة القيادة الإعلامية الإستئصالية الموحدة" جنازة البروفيسور .. بعد أن نقلت نفس المؤسسات – على المباشر – جنائز لشخصيات سياسية أخرى.. حتى إن إحدى هذه المؤسسات وضعت على ذمتها طائرة عسكرية في نقلها المباشر لإحدى الجنائز !
و إذا ما تركنا الصفة السياسية للرجل جانبا – حتى لا نُستدرج لتسييس مصيبة الموت و "الجنائز" كما يفعل جزء من نخبنا الإعلامية و السياسية للأسف – فإن مجموعة من التساؤلات تبقى مطروحة في علاقة بالتعاطي الوطني السياسي و الإعلامي مع حدث وفاة المرحوم الدكتور منصف بن سالم..أليس من حق دكتور دولة في ثلاث اختصاصات على دولته التكريم و التبجيل و التعريف به و بإنجازاته في مختلف العلوم ؟ أليس من واجب الدولة إكرام "نخبتها" الأكاديمية و علمائها ؟ أين أولائك اللذين شنفوا آذاننا بالحديث عن "نصرتهم للعلم و محاربتهم للجهل و الرجعية"..ألا يعتبر المرحوم بن سالم أحد رموز العلم في البلاد ؟ أليس من باب نشر العلم التعريف بعلماء الوطن ؟
غريب ما يجرى في بلادنا.. فكل شيء مسيس..و كل شيء يخضع "للحساب" حتى الجنائز! و غريب حال "إعلامنا" الذي فعلت به التوجيهات و الأموال الفاسدة ما فعلت..حتى أصبح "يكرم" و "يبجل" "الشواذ" و يتجاهل العلماء !