تم الإعلان عن بث القناة الوطنية لمناظرة غير مباشرة لا يتواجه فيها المتنافسين وهي عبارة عن لقاءات إعلامية وحوارات منفردة أعدت بحيث تراعي الباجي قائد السبسي فتناسب صحته وقدرته على الحضور وتتدرج معه بالأسئلة والترفق به قدر المستطاع، ثم يتم تقديم حوار الدكتور المرزوقي على منافسه لعل السيد الباجي يكون أكثر استعدادا.
رغم كل ذلك ورغم ما بذله المحاور من تلطف ورغم قبول الدكتور المرزوقي بالشروط الجديدة لمناظرة تم إعدادها وتكييفها على مقاس السيد الباجي، فإن النتيجة كانت مذهلة صادمة لكافة التونسيين لما شاهدوه من تباين وفرق شاسع بين المتنافسين في كل مراحل الحوار ومحتواه.
لقد خاب مسعى السبسي وحملته في تفادي الفشل مرة أخرى فبعد رفضهم غير المبرر للمناظرة والتشكيك في نجاعتها وأهميتها اظهر السيد الباجي قائد السبسي ضعفا كبيرا في تقديم إجابات واضحة ومحددة عن أغلب الأسئلة بل ولم يجد المشاهد ما يستنتجه من كلامه غير المترابط والذي لا يدل عن أي مواقف وتوجهات ولا رابط بين إجاباته...لقد بدا مترددا قلقا يكاد لا يجيب فلا مبنى ولا معنى لكلامه. ولم يترك إلا انطباعا سيئا لدى مناصريه ممن يفهم محتوى ما تدور حوله المناظرة فما بالك بغيرهم. أما ختام الحوار فقد قضى على بعض ما قاله السبسي فقد طلب من المحاور إنهاء الحوار قبل انتهاء الوقت المخصص بعشرين دقيقة كاملة وهي خاتمة أسدلت على المناظرة ستار الندم والحسرة على إجراءها أصلا من حملة السبسي وأنصاره.