وأوضّح الوزير أنّ أبجديات الحوكمة الرشيدة تقتضي ألاّ يقيّم المسؤول عن مهمّة ما نفسه بنفسه، مُشيراً إلى أنّ أعضاء اللجنة العلميّة في تركيبتها الجديدة هم نساء ورجال علم وكلمتهم مسموعة في ظلّ ضوضاء السياسة السياسوية والمصالح الفئوية.
وفيما يلي كلمة الوزير:
زميلاتي وزملائي، أعضاء اللجنة العلمية،
أرحب بكم في مستهل الاجتماع الرابع للجنة العلمية بالصيغة الجديدة، صيغة راهنت فيها على استقلاليتكم وشفافية مداولاتكم ونجاعة مقترحاتكم.
استقلالية اللجنة العلمية خيار لا رجعة فيه. لم يكن من الممكن أن تتواصل رئاسة الوزير للجنة ولا أن يكون ممثلو الإدارة والمصالح المتدخلة في إدارة أزمة الكورونا من بين أعضاءها. فأبجديات الحوكمة الرشيدة تقضي بالفصل بين من يعمل ومن يقيم.
لا تراجع أيضا عن شفافية أعمالكم بل أعتبرها في صميم واجباتكم ومرادفا للحرية الأكاديمية والمسؤولية العلمية. انتم نساء ورجال علم وكلمتكم مسموعة وسط الضوضاء السياسة السياسوية والمصالح الفئوية.
تقديري الخاص كطبيب وكوزير ان دوركم كان حاسما في إقناع التونسيات والتونسيين وهياكل الدولة أيضا بخطورة الوضع الوبائي وضرورة التعاطي معه بجدية وبصفة استعجالية.
نجاعة لجنتكم ودقة مقترحاتها من توازن تركيبتها عددا واختصاصات. وأذكر في هذا الإطار أن الكورونا ليست تحديا صحيا فقط، هي أيضا أزمة مجتمعية ونفسية واقتصادية وأخلاقية (ايتيقية). لهذا تم تعزيز اللجنة بعلماء واساتذة في العلوم الإنسانية. أمامنا مواضيع بنفس أهمية الوضع الوبائي والاجراءات الصحية : الصحة النفسية للمواطنين بعد أكثر من عام من الحجر والحجر الموجه، الصحة النفسية لأطفالنا تحديدا، جدلية الاجراءات الصحية والاجراءات الاجتماعية والاقتصادية المصاحبة... وغيرها من التحديات المطروحة عليكم والتي سيكون رأيكم فيها محددا في النقاش والقرار.
الاستقلالية والشفافية والنجاعة هي الوصفة الناجعة للقيام بدوركم المحوري في تقييم الوضع الوبائي وتقديم المقترحات للتعامل معه.
أطلب منكم اليوم خطوة أخرى، أن تستثمروا استقلاليتكم في تقييم علمي وبلا قناع. أطلب منكم لو سمحتم تقييم سير عملية التلقيح واستراتيجية تطوير الامكانيات الاستشفائية وتوزيعها وأيضا استشراف مآلات هذه الموجة الثالثة وتقديم المقترحات للاجراءات اللازمة للتسريع في التحكم فيها.
علينا تحمّل مسؤوليتنا في توفير المقترحات المؤسسة على العلم والعلم وحده لإنارة اللجنة الوطنية لمقارمة الكورونا والشعب التونسي بالمعلومة العلمية الدقيقة حتى لو لم يتم أخذ كل تقديراتكم و مقترحاتكم بعين الاعتبار .
وأختم بقول عمر بن الخطاب : رحم الله امرءا أهدى إليّ عيوبي. تونس أمانة في رقبتنا الكل.