ثقافة و فن

"الأكابر" .. عمل ظلمته الظروف !

زووم تونيزيا | الثلاثاء، 21 جوان، 2016 على الساعة 00:59 | عدد الزيارات : 9835
زووم - تُراهن جميع المسلسلات على قوة السيناريو والإخراج والتمثيل الأشياء التي يجب أن تكون موجودة من أجل ضمان نجاح العمل ، إلاّ أنّ غياب إحدى هذه العناصر لا يمنع أن يكون العمل ناجح وذلك يعتمد على قوة الإتصال والتسويق الشيء الذي يُعتبر مهم لنجاح أي مسلسل أيضا.

 

في رمضان لهذه السنة ، هنالك ثلاثة مسلسلات تُعرض حالياً يتصدرهم الجزء الثاني من "أولاد مفيدة" الذي يُعرض على قناة الحوار التونسي القناة الأكثر شعبية ومشاهدة في تونس وذلك وفق نسب المشاهدة، ولعلّ هذا الشيء هو الوحيد الذي أنجح المسلسل في جزءه الثاني ، فقد وُلِدَ المسلسل مُهيء للنجاح رغم أنّ السيناريو ضعيف جداً ومكتوب بطريقة غير جيدة كما أنّ التمثيل وأداء الممثلين ينقصه الكثير ، طريقة التركيب أيضاً غير جيدة وكأنك تُشاهد مقاطع مركبة بطريقة غير حرفية.

 

نجاح المسلسل في الجزء الأول ساهم بنسبة كبيرة في نجاحه مُجدداً حتى وإن كانت أهم عوامل النجاح غير موجودة، إلاّ أنّ ذكاء المُشرفين على العمل لعب دور مهم جداً حيث أنّهم أجلوا ما ينتظره المشاهد منهم في الجزء الأول للجزء الثاني وهو معرفة الاِبن الحقيقي لشخصية "سي الشريف" في المسلسل ، الشيء الذي ضمنوا به جلب انتباه المشاهد خاصة بإعلانهم أنّ الحلقات الأولى هي التي ستحمل الحقيقة.

 

في الجهة المُقابلة نجد عمل من أهم الأعمال المطروحة في هذا الشهر وهو مسلسل "الأكابر" الذي يُعرض على قناة حنبعل القناة التي تقل نسبة مشاهدتها على قنوات أخرى، المسلسل هو بالأساس قصة انتقام شاب من زوجة أبيه التي قتلت والدته والتي حاولت قتله وهو في الميتم ، العمل من إخراج مديح بلعيد و سيناريو أصلي لمحمد عزيز هوام وصياغة وحوار السيناريو كانت لكل من محمد علي دمق وحسام الساحلي.

 

المسلسل الذي كان من بطولة زهيرة بن عمار ووجوه شابة منها محمد مراد، مرام بن عزيزة، حسام الساحلي، أميرة درويش، رشا معاوية، نجلاء بن عبد الله، أميمة بن حفصية، بية الزردي وبلال الباجي وغيرهم، ومن لبنان كل من ايلي شالوحي و جوال فران، تحدث عن الفساد والصفقات المشبوهة وعن الابتزاز وإستغلال الفتيات لأعمال غير قانونية وعن التجارة الغير قانونية وإستغلال النفوذ والمال لتحقيق المصالح الشخصية.

 

أهم عوامل النجاح في هذا العمل متوفرة السيناريو، الأداء، إختيار الممثلين، الديكور والإخراج إلاّ أنّ المسلسل لا يحظى حتى بنصف نسب المشاهدة التي يحظى بها مسلسل أولا مفيدة ، وبالعودة لأسباب عدم رواج العمل وعدم تمكنه من التموقع وسط الأعمال الرمضانية، نجد أنّ أول سبب يترأس القائمة هو القناة العارضة له أي حنبعل التي كانت لها تجربة فاشلة على عديد المستويات في السنة الفارطة وهو عمل "الريسك" الذي حدثت خلاله عديد المشاكل، إضافة لكون نسب مشاهدة القناة غير كافٍ لعمل مثل "الأكابر" الشيء الذي أكّدته الممثلة بية الزردي .

 

سبب أخر جعل العمل لا يحظى بنسب مشاهدة جيدة وهو سوء التسويق للعمل ، فالعمل لم يتم التسويق له بالصفة الكافية كـ"أولاد مفيدة" كذلك توقيت العرض هو في العادة توقيت يُخصّصه التونسي لمشاهدة الكاميرا الخفية أو السلسلات الهزلية كـ "دنيا أخرى"، "بوليس حالة عادية"، "الرئيس" وغيرهم.

 

ورغم أنّه لم يُلاقي النجاح الذي كان ينتظره والذي يستحقه، إلاّ أنّ ذلك لا ينفي أنّ العمل ناجح من عدّة نواحي وأنّه كان في مستوى الوجوه المشاركة فيه والقائمة عليه وأنّه كان مُتكامل من نواحي عديدة.

 

الحلقة الأخيرة التي عُرِضت فتحت أبواب كثيرة على مسائل أخرى في المسلسل ، وظهر خلالها الممثل محمد علي بن جمعة وسيكون هنالك حتماً جزء ثاني يكشف حقائق عديدة، ربما العمل لا يكون الأكثر مشاهدة لكنه الافضل بين الأعمال المقدمة في النصف الأول من شهر رمضان المُعظّم ووجود جزء ثاني السنة القادمة قد يُساعد في شهرته أكثر ويُعطي فرصة للمُشاهد بأن يُتابع الجزء الأول على الانترنت ويُتابع الجزء الثاني السنة المُقبلة على شاشة التلفاز.
آخر الأخبار