كما أكدت (شمس آف آم) محافظتها المبدئية واللامشروطة على خطها التحريري المتميز وعلى بقائها منبرا مفتوحا لجميع الأطياف الفكرية والسياسية دون مفاضلة ولا تمييز، شعارها في ذلك المهنية والإستقلالية والحياد التام مشددة على رفضها القطعي لجميع أشكال التسلط الإيديولوجي والمذهبي وغيرها وعلى أن الحوار الهادئ هو الوسيلة الوحيدة المقبولة للتعبير عن المواقف والرؤى.
وأهابت الإذاعة في ختام بيانها، بكل مكونات المجتمع المدني والسياسي، أن تتحمل مسؤوليتها في تكريس مناخ اجتماعي وإعلامي حضاري، بعيدا عن كافة أشكال العنف والتشنج.
وقد ضمّنت شمس آف آم بيانها تفاصيل حول تعرض مقرها أمس الخميس إلى اقتحام باستعمال القوم نفذه المدعو عادل العلمي بدعوى تمكينه من التدخل مباشرة وبشكل فوري على أمواج الإذاعة دون أن يتقدم بأي مطلب مسبق في ذلك إلى إدارة القناة مثلما تقتضيه معايير وقوانين العمل الصحفي والإعلامي.
وجاء في البيان أن الشخص المذكور عمد إلى الإعتداء على حراس المقر وعلى الموظفين والصحفيين العاملين بالمؤسسة عندما حاولوا تهدئته وإقناعه بأن الإذاعة لا ترى مانعا في تمكينه من التدخل بعد أن يتقدم بمطلب في الغرض إلى الإدارة تحترم فيه ضوابط العمل الإعلامي والأخلاقي، إلا أن العلمي، حسب نص البيان، زاد في هيجانه واندفع إلى إحدى قاعات الإستقبال المخصصة للضيوف قبل أن يقوم باقتحام استوديو البث، مستعملا شتى عبارات التكفير والتهديد، مما اضطر الفنيين إلى قطع برنامج مباشر والإكتنفاء ببث مقاطع موسيقية لمدة 15 دقيقة.
وحسب رواية الإذاعة فإن عادل العلمي ورغم التنبيه عليه ومحاولات إقناعه، إلا أنه كان يتصرف بصلف وعنف وعنجهية، قائلا إن لن يقبل الحوار إلا مع شخص ملتح، الأمر الذي اضطر إدارة المؤسسة إلى الإتصال بالأمن لا سيما وقدد هدد برمي نفسه من الطابق الأول إن لم يقع تمكينه من التدخل المباشر على أمواج الإذاعة.
وقد ذكرت شمس آف آم في بيانها أيضا أن دورية أمنية قامت بإخراج العلمي واقتياده إلى مركز الشرطة حيث وقع فتح محضر عدلي في الغرض تم فيه سماع الممثلة القانونية للإذاعة وسماع المعتدي ومواجهته بالأفعال التي ارتكبها والموثقة في تسجيلات كاميرات المراقبة ، قبل الإتصال بممثل النيابة العمومية الذي قرر إبقاءه في حالة سراح.
وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أدانت في بيان أصدرته أمس الخميس عملية اقتحام رئيس حزب تونس الزيتونة عادل العلمي لمقر إذاعة شمس أف أم التي وصفتها بالخطيرة وتعطيله سير العمل فيها والاعتداء بالعنف على العاملين فيها وتهديدهم وتكفيرهم.
وطالبت النقابة، النيابة العمومية، ب »تسريع إجراءات التتّبع في حقّ عادل العلمي، في ما ستثبته الأبحاث من تهم ضدّه.
وات