وفي كلمته أكّد رئيس مجلس نواب الشعب أنّ تونس قد فقدت يوم 13 ماي الجاري أحد رجالاتها المخلصين الأستاذ الشاذلي القليبي الذي فارقنا ونحن في أشد الحاجة إليه لما يتمتع به الرجل من حكمة وخبرة راكمها خلال تجاربه المتنوعة ومناصبه المتعدّدة، مُضيفا أنّ الفقيد يُعتبر أحد رموز الثقافة والسياسة التونسيّتين، فلقد كان أستاذا جامعيا ومُفكّرا ووزيرا ودبلوماسيّا أثر في الحياة السياسية والثقافية التونسية من خلال ما حققه من إنجازات وما رسّخه من توجّهات في لحظة تأسيس الدولة الوطنية حيث تولى وزارة الثقافة والاعلام وعضوية مجمع اللغة العربية وساهم في إثراء القاموس العربي، كما شارك الفقيد في تحرير معظم الصحـــف والمجلات الوطنيّة، ونشر العديد من المقالات السياسية والبحوث وألقى الكثير من المحاضرات الأدبية، وكانت له آراء صريحة ومتحرّرة في كلّ المشكلات التي تجابه القضايا الوطنية والعربية.

وتولى المرحوم منصب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بين سنوات 1979 و1990 وتميّزت فترته بتفعيل العمل العربي المشترك وخدمة القضايا العربية وفي مقدّمتها الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأشار رئيس مجلس نواب الشعب إلى أنّ حياة الفقيد ثرية بالإنجازات منتصرة لقضايا الوطن والأمة مراهنة على القيم التي من خلالها تتحقّق المعاني الإنسانيّة وحقّها في التقدّم والتحرّر.

كما توقّف رئيس مجلس نواب الشعب في كلمته عند الذكرى الثانية لوفاة إحدى حرائر هذه البلاد المرأة المناضلة ميّة الجريبي، أيقونة النضال ضد الاستبداد والفساد، والمنتصرة دوما لمشروع الدولة المدنية، دولة الحق والعدل والحرية على قاعدة تونس لكل التونسيين دون إقصاء أو تمييز.

ودعا رئيس مجلس نواب الشعب الحاضرين في قاعة الجلسات العامة إلى تلاوة الفاتحة على روحيهما الطاهرتين.