وعلى غير العادة تغيب الإحتفالات والتظاهرات الموسمية المرتبطة بعيد الشغل في تونس، على غرار باقي دول العالم، في ظل جائحة كورونا التي فرضت على العالم إغلاقا يكاد يكون تاما، وقلّصت حركة التنقل والأنشطة اليومية.
وكان الإتحاد العام التونسي للشغل قد أعلن أمس أنه سيحتفل بعيد الشغل إفتراضيا رفقة ''مناضلي المظمة''، حيث خلت ساحة محمد علي (مقر المنظمة الشغيلة)، لأول مرة من الشغالين المحتفلين بعيد العمال العالمي، في مشهد يبرز مافرضه فيروس كورونا من إغلاق وغياب للحركة.
وتحيي تونس هذا العيد على غرار دول العالم وفاء لتضحيات عمّال شيكاغو بالولايات المتّحدة الأمريكية في مطلع 1886 دفاعا عن الشّغل القار والتقليص من ساعات العمل وتوفير أسباب العيش الكريم.
وفي يوم 1 ماي من عام 1886 ، نظم العمال في شيكاغو ومن ثم في تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع" .
الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحا جيدا وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة.