وفي مايلي نص التدوينة كملا:
''صبحت اليوم كامل ايطاليا في حالة شلل تام و السلطات تطلب من المواطنين البقاء في منازلهم. نفس الشيء سيحصل في بقية اوروبا بعد أسبوع و هو ما حصل في الصين منذ شهرين و في كوريا منذ شهر.
لمذا وصلوا الى هذه المرحلة ؟
وصلوا الى هذه المرحلة لانهم ببساطة طبقوا بطريقة غبية التوصيات المعتمدة عادة في مجابهة الأخطار و التي تعتمد على التدرّج من المرحلة 1 الى 2 الى 3 حسب تطور عدد الحالات. هذا التدرّج في التعامل مع الوباء الحالي اثبت عدم جدواه في كل البلدان التي طبقته و لذلك فإن عدة دول اختارت في الأسبوع الماضي الانتقال مباشرة الى المرحلة 3 و ما بعدها رغم الأضرار الاقتصادية التي تنجر عنها و لكن هذه الأضرار على المدى المتوسط و البعيد اقل بكثير من أضرار الوصول الى حالة الشلل الكامل. من أجل ذلك قررت السعودية مثلا منع العمرة و هي التي تدرّ المليارات يوميا و تشغّل عشرات الآلاف و قررت الإمارات إلغاء اكثر من 50 مؤتمر دولي و تضاهرة رغم ان اقتصادها يعتمد اساسا على مثل هذه الخدمات و قررت 17 دولة وقف الدراسة و كل اشكال التجمعات و هي لا تزال في ما يسمى المرحلة 1.
الحكومة التونسية تتعامل مع الوضع بنفس الطريقة الأوروبية الخاطئة و تتبع اتباعا أعمى سياسة المراحل التي ستوصلنا الى نفس الكارثة و لكن بامكانيات مواجهة اقل بكثير من أوروبا.
اوقفوا حالا المدارس و كل اشكال التجمعات و اكبحوا الى اقصى درجة ممكنة التنقلات من و الى الخارج و اجبروا القادمين من الدول ال20 الاكثر خطرا على القيام بالتحليل الجيني لكورونا قبل قبولهم على متن الطائرات و اجبروا بقية الوافدين على اتباع الحجر الصحي مهما كانت الدولة القادمين منها و اوقفوا صلاة الجمعة و امنعوا الشيشه بالمقاهي و اغلقوا قاعات الرياضة و السنما و ملاهي الأطفال و امنعوا الرحلات الترفيهية الداخلية و تأجير الحافلات السياحية خلال شهر .... لن تكون نهاية العالم إذا فعلتم ذلك و سيكون افضل بكثير من ان تغلق الإدارات و المصانع و الشركات و البنوك و المقاهي و المطاعم و تجلسوا في بيوتكم في بداية الشهر القادم.''