وفي ما يلي نصّ التدوينة:
"رائحة الموت تخنقني اشتمّها من جديد بقوّة في جسدي وشعري وفمي.... مرّ طعم الموت لمن لا يعرفه سواء من خلال موت عزيز عليه او إشرافه هو على الموت والعودة للحياة مرّة أخرى....
الموت صديق لدود نعيش معه منذ استفاقة الصباح الى استفاقة اليوم الذي يليه...هو أقرب إلينا من حبل الوريد.... هو الذي يلازمنا كظلّنا ولا نعرف متى يزيح الظلّ ليأخذ هو مكانه ... لماذا نخاف الموت ونحن نعرف اننا سنموت..بشكل أو بآخر.. اعلم ان الحياة حلوة وممتعة ومتعبة و مؤلمة ولكن الموت ليس أسوأ منها ....سوى لمن عاش بعد الميت فالموت لا يوجع الموتى بل يوجع الأحياء الذين فقدوا عزيزا غاليا ... لم اعرف بموت اختي العزيزة منيرة حمدي الا بعد ايام اخفوا علي ذلك خوفا على تدهور صحتي لاني في حال تدهور صحتي سأموت بدوري....
أنا لا أخاف الموت موتي أنا بقدر ما اخاف على أمي وأختي وإخوتي و كل من يحبّني لأني اعلم الم الفقدان واعرفه جيدا .. بابا، صديقي ياسر ، عمتي،اعمامي، زملائي الفنانين ومؤخرا الزعماء والرؤساء الذين رحلوا.... رحمكم الله جميعا...
وحده الله له حق الحساب بعد الموت اما نحن فلنا الألم والصبر او محاولته والوجع الذي يأبى أن يغادر...
مؤلم جدا ان تتعود على الموت لدرجة انك احيانا تتمناه وأحيانا تنتظره وأحيانا تناديه: يا موت ارّاحي.....
لو كان هناك إمكانية للتحاور معه للنقاش لمهلة ما حتى نودّع أحبابنا أو ربما نسدد ديوننا او نكفّر عن أخطاء وذنوب قمنا بها..... ولكنه مستعجل دائما لا يترك لك الفرصة ....
الا في حالة واحدة حين تكون مريضا بمرض يؤدي حتما وقطعا وطبعا للموت.... حينها لك الوقت الكثير من الوقت لتقوم بعدة أشياء جيدة وفعالة وجميلة ربما قبل الموت....
يا موت انا لا اخشاك حتى وانت كنت تحوم حول رأسي قبل بضع ايام.... مرحبا بك في كل وقت شكرا لك لانك اعطيتني فرصة لاعرف الصديق الحقيقي من المزيّف القلب النقي من المدنّس شكرا لانك جعلتني أرى الحياة بشكل مختلف تماما... في صراعي معك منذ سنتين تتخللها هدن كثيرة عرفت وعلمت وتعلمت وأصبحت اقوى وانضج تعلمت أن أعيش حياتي بكل سعااادة وحزني بكل الم وغضبي بكل قوتي وضعفي بكل ضعفه....
وتعلمت ايضا كيف أحارب زبانيتك التي ترسلها لي كل مرة في شكل ما....
انا اشكرك لانك اكدت لي مقولة الأجداد: ابكي كان على والديك وصحتك الباقي كلو مخلوف...
منال مبروك القوي الخميس
١٩ سبتمبر ٢٠١٩
غرفة ٣٠٢
إحدى مصحّات العاصمة