ويشار إلى أنه تمّ تجنيد النساء التونسيات للانخراط في عصابة دوليّة خطيرة للتهريب والاتّجار بالمخدّرات، واستغلّت العصابة حالة الفقر والحاجة للمال، للإيقاع بهنّ وإغرائهن بالاتّجار في الألماس والمعادن النفيسة وتمّ إقناعهنّ بأنهنّ سيجنين أموالاً طائلة.
وقد انطلقن التونسيات خلال رحلتهنّ الأخيرة من البرازيل، ومررن بدبي، ثم اتّجهن إلى الجزائر في رحلات متفرّقة، من باب الحيطة والتّمويه، حيث تمّ القبض عليهنّ وبحوزتهنّ 6 كيلوغرامات من مخدّر الكوكايين الصّافي الخام، تبلغ قيمتها حسب المصادر الجزائرية 12 مليار سنتيم جزائري.
وتم إيداعهنّ منذ فترة في السّجن، من ثم محاكمتهنّ في الطّور الابتدائي، وصدرت بحقهنّ عقوبات نافذة، تراوحت ما بين 10 و15 سنة سجناً، وفي أواخر فبراير 2019 مثلن مرة أخرى أمام محكمة الجنايات الاستئنافيّة في الجزائر العاصمة، وصدر حكم قضائي عليهنّ بالسّجن المؤبّد.
وكشفت التّحقيقات أنّه بعد تجنيد النّساء التّونسيّات الخمسة في تونس، قامت العصابة بصنع حقائب نسائية وحقائب سفر، في ورشات خاصّة بها في البرازيل، وهذه الحقائب مدعّمة بصفائح لإخفاء المخدّرات، ولا يمكن لأجهزة المراقبة مهما كانت متطوّرة في أيّ دولة التفطّن لما بها من مخدرات.
وأخفت العصابة في تلك الحقائب أكياساً بلاستيكيّة من المخدرات، لتقوم التونسيات بنقلها في المطارات.
وأوضحت التحقيقات أيضا أن التونسيات حملن في حقائبهن، أجود أنواع "ّالكوكايين" الخام، جلبنه من مدينة "سان باولو" في البرازيل، ليتم تحويله لأوروبا من أجل إعادة تصنيعه ومزجه بمواد أخرى لمضاعفة الكميّة.
ويحتمل أن يكون مصدر المخدرات التي حجزت في الجزائر هو "البيرو"، وبلغت كميتها (5.763 كلغ من الكوكايين) ـ حسب مصادر أمنيّة جزائريّة ـ وتلك الكمية تستغلّ لصناعة أكثر من 30 كلغ من الكوكايين الموجهة للاستهلاك.
كما أثبتت التّحقيقات، أن الخطّة تتمثّل في البقاء في الجزائر، ليوم أو اثنين إلى أن تأتيهنّ الأوامر، للسّفر إلى أوروبا، وأشارت إلى استعمالهن أجهزة اتّصال متطوّرة جداً، يتلقين بها التعليمات لتحديد مسار تحرّكهن بدقة كبيرة إلى حين مغادرتهن الجزائر، فقد كانت النساء تحت مراقبة أفراد العصابة طول الوقت.
ولم تكشف السّلطات الجزائريّة كلّ تفاصيل العمليّة، واكتفت المصادر الأمنية بالقول إنه تم رصد التحركات المشبوهة للتونسيات، وتبين أنه لا داعي لترددهن على الجزائر، وتمت الإطاحة بهن في محيط المطار الدولي للعاصمة، وتعد هذه العملية غير مسبوقة في الجزائر.