وأبرز في كلمة ألقاها بالمناسبة مساهمة الجيش الوطني طيلة ثمانية سنوات في تأمين مختلف مراحل الانتقال الديمقراطي والسير العادي للحياة بمظاهرها الاجتماعية والاقتصادية وفي الحفاظ على النظام العام بالتعاون الوثيق مع قوات الأمن الداخلي وفي مكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة والتصدّي للهجرة غير الشرعية.
وثمن في هذا السياق، مجهودات كافة العسكريين في مختلف مواقعهم في سبيل خدمة أمن البلاد ممّا جعل المؤسسة العسكرية تحظى بثقة الشعب والمجتمع المدني وتتمتع بمكانة رفيعة لدى الهيئات الوطنيّة والمراكز الدولية المهتمة بتنمية قطاع الأمن والدفاع، مشيرا إلى أن ذلك يعود بالأساس إلى جاهزيّتها وحرفيتّها في التعاطي مع الأحداث وانضباطها وولائها للوطن وحيادها وترسّخ عقيدتها الوطنية.
وبين أن هذه الندوة السنوية تقليد جديد سيتم ترسيخها وتكريسها لتثمين وتقييم إنجازات مختلف عمل وحدات الجيش الوطني طيلة سنة مع العمل على رصد النقائص لتداركها وإيجاد الحلول لضمان حسن سير العمل بها وتحقيق الجودة في التخطيط والبرمجة والنجاعة في التنفيذ والمتابعة والتحيين، فضلا عن وضع برامج السنة الجديدة من أنشطة عملياتية وتكوين وتدريب وأمن الوحدات والأفراد داخل الثكنات وخارجها.
وجدّد تأكيده في هذا السياق على مزيد تحقيق الانسجام في عمل الجيوش الثلاثة عند القيام بالمهام العملياتية مع التأكيد على التنسيق والتخطيط المشترك الناجع بهدف توحيد الجهود ومزيد إضفاء النجاعة في عمليات التدخل الميدانية بالسرعة والفاعلية اللّازمتين في إطار مكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة والأنشطة غير الشرعية ومزيد إعداد الوحدات القتالية من حيث الإعداد النفسي والبدني لتنفيذ المهام العملياتية والقتالية الموكولة إليهم.
كما شدّد على مزيد ملازمة اليقظة خاصة على الحدود الغربية للبلاد والمتميزة بالتضاريس والمرتفعات ذات الأشجار الكثيفة والمسالك الوعرة والتي يتخذها الإرهابيون مخابئ وفضاءات للتنقل والتواصل فيما بينهم، ومزيد إحكام التأطير والمتابعة الميدانية للأفراد خلال مباشرة مهامهم ضمانا للتواصل معهم وخلق اللّحمة بين الأفراد والرفع من معنوياتهم وتدعيم الانضباط لديهم.
كما دعا إلى مواصلة بذل الجهد لتحسين وتطوير مستلزمات الحياة اليومية داخل المنشآت العسكرية ومزيد تكثيف الإحاطة خاصة بالجنود وصغار الرّتباء والإصغاء إلى مشاغلهم والتفاعل مع خطة الموفق الإداري العسكري وتحسيس العسكريين على مختلف أصنافهم بأهمية دوره بما يحفظ حقوق الأفراد والإدارة على حدّ السّواء وفق ما تقتضيه هذه الخطة من حياد وتعزيز لقنوات الاتصال وتأسيس للحكم الرشيد وإشاعة قيمه في الوسط العسكري.
وفي خاتمة كلمته، أكد على مزيد الثبات على المبادئ والقيم التي إنبنت عليها المؤسسة العسكرية وفي مقدّمتها الوفاء للوطن والحياد والمحافظة على مؤسسات الدولة وحمايتها وخدمة النظام الجمهوري، مبرزا أن الجيش الوطني سيبقى عينا ساهرة على أمن تونس ومساهما في ضمان عوامل الأمن بالبلاد واستقرارها ومتصدّيا لكل التهديدات في الدّاخل والخارج.