خمس سنوات تتوج بإضراب جوع يبلغ في حد هذه اللحظة يومه الثالث عشر وسط تسليم واسع من كافة مكونات المجتمع المدني و السياسي بعدالة هذه القضية...و طبعا على نفس المنوال تتبع الحكومة عموما و وزارة شؤون الشباب و الرياضة خصوصا نفس سياسة النعامة في التعامل مع هذا الملف الإجتماعي ككل الملفات الإجتماعية، لكن ما يميز تحرك خريجي التنشيط الشبابي المعطلين عن العمل هو رباطة جأش كل المحاربين في هذه المعركة و عزمهم على مواصلة النضال إلى آخر الطريق حتى و لو كلف ذلك دفع ضريبة الدم في سبيل القناعة الراسخة بعدالة هذه القضية.
اليوم الثاني عشر للإضراب (بالأمس) تلتحق مجموعة أخرى من المعطلين بمعركة الأمعاء الخاوية رغم مشاهدتهم لزملائهم الذين سبقوهم في الإضراب عن الطعام يسقطون كل لحظة في حالات إغماء و تشنجات جسدية صارت روتينا يوميا بدورها جعلت مقر الإضراب و هو المعهد العالي للتنشيط الشبابي و الثقافي ببئر الباي أشبه إلى ساحة خراب و حزن منها إلى جزء جامعي، باعتبار أن شبح الموت صار يلوح من كل أركان هذه القلعة التي تعتبر صرحا تاريخيا نضاليا منذ عهد الإستبداد النوفمبري.
كل هذا و تتواصل المعركة بعزائم فولاذية من كل أبناء القطاع و الجزء الجامعي المرابطين في مقر الإضراب، علما أنه تقرر القيام بتحرك احتجاجي وطني يوم الإثنين القادم الموافق ل19 نوفمبر 2018 على الساعة العاشرة صباحا أمام وزارة شؤون الشباب و الرياضة، وقد قرر أبناء القطاع جعل هذا التحرك لحظة مفصلية في مصير الملف، في انتظار أشكال تصعيدية أخرى سيتم الإعلان عنها في الأفق.
هذا وتجدر الإشارة أن الاضراب عن الطعام لم يكن إلا إجابة عن تراجع وزارة شؤون الشباب والرياضة عن تراجعها عن الاتفاقيات المتفق عنها وبعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة لإنصاف الخريجين .
سامح الصغير