وفي كلمة توجه بها إلى العسكريين أبرز أهمية هذا الفوج باعتبار تعدد مهامه التّي تكتسي أبعادا عسكرية وأمنية وإقتصادية وإجتماعية وإنسانية بحكم المخاطر المتعددة التي تتعرض لها بلادنا وفي مقدمتها الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن حماية حدودنا الغربية وبحكم تميزها بالتضاريس والمرتفعات ذات الأشجار الكثيفة والمسالك الوعرة التي يتخذها الإرهابيون مخابئ وفضاءات للتنقل والتواصل فيما بينهم، فإنها تستوجب مزيدا من اليقظة خاصة وأن العناصر الإرهابية تركّز على عنصر المباغتة في الزّمان والمكان وتعمد إلى التنويع في أساليب تنفيذ الأعمال الإرهابية وتغيير وسائلها وأدواتها.
كما بين أنه أمام تعدد مصادر التهديدات، تم وضع ترتيبة دفاعية على الحدود الجنوبية الشرقية فضلا عن إحداث منطقة عازلة ومناطق عمليات عسكرية وانجاز السّاتر الترابي الذي دعّم بمنظومة مراقبة إلكترونية محمولة بين لرزط وبرج الخضراء إنطلق استغلالها في شهر أفريل الماضي ومنظومة مراقبة إلكترونية قارّة بين رأس الجدير والذهيبة وهي الآن في طور التجربة وسيقع استغلالها في شهر ديسمبر القادم.
وأشار إلى أنه تم تعزيز القدرات العملياتية لجيش البرّ بتجهيزات لحماية العسكريين تتمثل في صدريات وخوذات مضادة للرصاص وتجهيزات إزالة وتفكيك الألغام ووسائل الرؤية بالليل وعربات قتال مصفحة ضد الألغام وشاحنات نقل جنود، بالإضافة إلى توفير الدعم الناري واللوجستي للقوات البرية من خلال دعم أسطول جيش الطيران بمروحيات هجومية واستطلاع وإسناد مجهّزة بمنظومات متطورة فضلا عن الطائرات دون طيّار المختصة في مجال الإستطلاع والإستعلام والمراقبة الجوية.
وأكد أنه في إطار التعاون مع الشقيقة الجزائر لمحاربة الإرهاب، تعمل تونس على التنسيق بتبادل المعلومات الحينية وعقد اجتماعات دورية للتّشاور حول مزيد إحكام مراقبة الحدود البرية التونسية الجزائرية وحمايتها بصفة ناجعة في ضوء التحديات الأمنية في المنطقة والساحل الإفريقي.
ورفعا للجانب المعنوي للعسكريين بمختلف رتبهم، أكد مواصلة المؤسسة العسكرية دعم هذا المجال من حيث تحسين ظروف عيش العسكريين ومزيد الإحاطة بهم وبعائلاتهم، وبعائلات العسكريين الذّين استشهدوا خلال مكافحتهم للإرهاب، وكذلك الجرحى الذين أصيبوا أثناء القيام بواجبهم الوطني مشيرا أنه في مجال السكن يتم حاليا بناء مساكن بعين دراهم مع التهيئة الخارجية والطرقات بكلفة قدرها 1.6 مليون دينار.
وفي خاتمة كلمته ثمّن بهذه المناسبة المجهودات التي تبذلها وحداتنا العسكرية بالرغم من صعوبة المناخ صيفا وشتاء والمخاطر التي يتعرضون إليها في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والحدّ من ظاهرة التهريب والتصدي للهجرة غير الشرعية داعيا إلى مزيد تكثيف التدريب على الرمي العملياتي وتحسين اللياقة البدنية واستخدام الأسلحة والتجهيزات الحديثة ومواصلة بذل الجهد لتحسين وتطوير مستلزمات الحياة اليومية داخل المنشآت العسكرية ومزيد الإحاطة بالعسكريين خاصة بالجنود وصغار الرتباء والإصغاء إلى مشاغلهم والتفاعل معها.