كما أعلن، في نص استقالته الذي نشره على صفحته الرسمية على الفايسيوك، عن تجميد خططه للترشح للرئاسة في 2019.
من جهته أوضح القيادي في حزب تيار المحبة حسام الهمادي أن سبب استقالة الحامدي يعود أساسا الى ما سماه بـ "حملة التشويه والسب الممنهجة التي استهدفت شخصه واتهامه بالبحث عن المناصب والسلطة لا غير"، وفق تصريحه لإذاعة موزاييك.
وفي ما يلي نص الاستقالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
لندن في 18 أكتوبر 2018
بيان استقالة من رئاسة حزب تيار المحبة
أقول لجميع التونسيين والتونسيات: اذا كنتم مصرين أن جميع الساسة بلا استثناء لا خير فيهم وهمهم الكرسي ومغانم السلطة فقط، والكلهم كيف كيف، الشكارة والبحر، فما فائدة السياسة؟ ولماذا الديمقراطية والمنافسة الحزبية اذا؟ وكيف سأنجح في إرساء العدل وتأميم الثروات الوطنية وإنصاف الفقراء والمهمشين وتعزيز احترام ثوابت الدين اذا لم يكن الشعب داعما لي بقوة في هذا التوجه؟
على كل حال، لا داعي للمجاملة. لقد كرهت هذا الظلم وما يتبعه من سب وشتم وتشويه في وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي رغم أنني لم أحكم ولم أشارك في الحكم ولا دور لي مطلقا في الانهيار الشامل الذي وصلت إليه البلاد. أنا أيضا إنسان مثلكم، وكوني أنشط في السياسة لا يحرمني من حقي في أن أعامل باحترام مثلكم. والظلم حرام في جميع الشرائع السماوية والوضعية. وللصبر حدود.
لذا فقد أبلغت اللجنة المركزية لحزب تيار المحبة باستقالتي من رئاسة تيار المحبة، وتجميد خططي للترشح للرئاسة في 2019 إن شاء الله. سأركز على عملي الأصل في قناة المستقلة وأعود لجمهورها العربي الوفي الحبيب الذي يحبني ويقدرني.
أما حزب تيار المحبة فسيستمر في نشاطه الوطني بعون الله تحت رئاسة الأخ حسان الحناشي وزملائه في الهياكل القيادية المركزية والجهوية للحزب. هذه فرصة لإثبات أن تيار المحبة حزب مبادئ وتيار عريض من الناس وليس حزب شخص واحد. ومن جهة أخرى ستكون قائمات الحزب موجودة بحول الله في جميع دوائر الإنتخابات التشريعية المقبلة بحول الله.
اذا أظهر عدد معتبر ومهم من الناخبين انحيازهم للبرنامج السياسي والاجتماعي لتيار المحبة، ومنحوا الحزب كتلة نيابية معتبرة في البرلمان المقبل إن شاء الله، فسأعتبر ذلك دعوة شعبية رسمية لي للعودة إلى السياسة التونسية وللترشح للانتخابات الرئاسية. وإذا لم يحصل ذلك، فسيكون ذلك لخير أراده الله سبحانه، وسأتفرغ أكثر وبشكل ونهائي وكلي لقناة المستقلة.
والسلام.
محمد الهاشمي بن يوسف الحامدي
■ خلفية.... أمس 17 أكتوبر نشرت هذا النص:
من كثرة ما يسب التونسيون جميع السياسيين دون استثناء، كرهت السياسة التونسية كرها شديدا. مهما فعلتُ من خير أتلقى السب والشتيمة يوميا بدون حساب، مع أنني أعيش في الخارج ولا علاقة لي بالحكم من قريب أو من بعيد. أقول لنفسي يوميا: معكَ بفضل الله وكرمه قناة المستقلة و750 ألف متابع في فيسبوك و200 ألف متابع في تويتر. تخاطب العالم كله ويتصل بك العرب من مراكش إلى البحرين. وقد أديتَ واجبك في تونس. أسستَ حزبا يدعو للعدل والمحبة فيه رجال ونساء قادرون اليوم على قيادته بدونك، وعلى خوض الانتخابات التشريعية بدونك. أما الرئاسة فها أنت ترى، مع كل ما قلتَ ونشرت، ومع كل المظاهرات التي قدتَها والمعارك التي خضتَها، أكثر الناس لا يرون فيك إلا طامعا في وجاهة السلطة ومنافعها. دعها لهم وادعُ الله لهم أن يجدوا لأنفسهم رئيسا خير منك. دعها لهم ولا تلتفت لها أبدا فإنك تخسر فيها صحتك وسمعتك ومالك. واذا كانت لك نصيحة في الشأن التونسي فانشرها في فيسبوك أو في المستقلة والله تعالى على ما تنصح به شهيد. دع الرئاسة لهم ولمن يرضون عنه، فإنك مهما فعلت من أجلهم لن يرضوا عنك، وعُد لقناتك ولجمهورها الذي يحبك ويقدرك ويحترمك ويلومك على هجرانه بسبب السياسة التونسية ويتحسر على لياليه الحلوة معك. دعها لهم واربح قدرك، ثم ادعُ للتونسيين بخير، واحتسب عند الله ما لقيته وتلقاه من كثير منهم من سب وأذى. حسبي الله ونعم الوكيل.