وأضاف صالح في شهادة مؤثرة لموزاييك اف ام بانه عند وصولهم إلى الشاطئ استقبلهم رجال ملثمين قاموا بإيصالهم إلى المركب داخل البحر، وإضافة الى التسعين شخصا الذين كانوا معه انضاف العشرات الآخرين رغم أنّ المركب لم يكن يتسع لإستقبال هذا العدد الهائل من الحارقين ولم يستجب الريّس (سائق المركب) إلى ندائهم بالتوقف عن حمل المزيد من الأشخاص.
وتابع "انطلق المركب بعد ذلك في رحلته نحو سواحل ايطاليا، ولكنّه تعطّل ولم يغادر بعد المياه الإقليمية حاول الريس طمئنة الحرّاقة وقام بإصلاح المحرّك واستأنف رحلته إلاّ أنّ المياه بدأت تغمر المركب ولم يكن بإستطاعتهم افراغ المياه بعد أن تخلّص الريّس في بداية الرحلة من الدلاء والأوعية التي قد تعينهم في افراغها.
تعالت أصوات الحرّاقة ونداءاتهم للريّس بإعادتهم إلى قرقنة وطالبوه بالإتصال بالنجدة، أجرى الريّس اتصالا قام على إثره بقلب المركب والقفز في البحر وقد كان مرتديا سترة نجاة على ما يبدو، حسب شهادة صالح مشيرا الى أنه حوالي 35 شخصا تمكنوا من النجاة بعد التمسك بالمركب فيما طفت جثث العشرات حولهم.. ومن بين الضحايا كان هناك عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة وامرأة حامل.
ظلوا طيلة ثلاثة ساعات في وسط البحر متمسكين بالقارب، تتعالى أصواتهم بالصراخ والنداءات آملين في أن يتفطّن إليهم أحد الى حين أن تمكن أحد مراكب الصيد الى التفطّن إليهم وقام بطلب الشرطة في مرحلة أولى ثمّ الجيش الذي قام بنجدتهم.
يقول صالح إنّه لم يعد يغمض له جفن، منذ تلك الحادثة خصوصا حين يسترجع مشاهد الجثث التي تطفو حوله وصراخ أصدقائه الذي لم يكن قادرا على نجدتهم.
من أبناء حيّه شارك 6 شبان في الحرقة لم يعد منهم سوى 3 والثلاثة الباقون ذهبوا في رحلة أبدية بجوار الرفيق الأعلى.