ومثل اللقاء مناسبة قدم خلالها الوزير عرضا شاملا للجهود التي بذلتها تونس في إطار مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء الليبيين وحثهم على اعتماد الحوار والتوافق للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في بلادهم.

وأكد الوزير على الديناميكية الكبيرة التي أدخلتها هذه المبادرة على مستوى الداخل الليبي وما لقيته من دعم على المستويين الإقليمي والدولي، مرحبا في هذا الإطار باللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح برئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي وكذلك بلقاء فائز السراج مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر يوم 2 ماي الجاري في أبو ظبي .

من جهته عبر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية عن تقديره الكبير لتونس ولمواقف الرئيس الباجي قايد السبسي الداعمة للشعب الليبي في كل المراحل التي مرت بها ليبيا منذ سمة 2011، مثمنا في هذا الصدد الجهود التي تبذلها كل من تونس ومصر والجزائر في إطار الإعلان الوزاري للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا الموقع من قبل وزراء خارجية الدول الثلاث في 20 فيفري 2017 بتونس.

وتطرق الطرفان أيضا خلال اللقاء إلى واقع العلاقات الثنائية التونسية الليبية وسبل الارتقاء بها في كافة المجالات وشددا على ضرورة تفعيل اللجان القطاعية والفنية والتعجيل بعقد اللجنة المشتركة الوزارية.

كما تناولا عددا من المسائل المتعلقة برعاية الجالية التونسية المقيمة بليبيا وتم في هذا الإطار الاتفاق على إيفاد لجنة مختصة لتسوية ملفات العالقين و المحتجزين والمتوفين في ليبيا بما في ذلك ملف الأطفال.

وكان لوزير الشؤون الخارجية قبل ذلك لقاء بنظيره الليبي محمد الطاهر سيالة، بحث خلالها الجانبان آفاق تعزير العلاقات الثنائية والخطوات التي تم تسجيلها في إطار المبادرة الثلاثية لحل الأزمة الليبية، بالإضافة إلى نتائج أشغال اجتماع دول جوار ليبيا المنعقد بالجزائر يوم 8 ماي الجاري.

وجدد وزير الخارجية خلال اللقاءين تأكيد مواقف تونس الثابتة الداعمة للشعب الليبي ولوحدة ليبيا وسيادتها معتبرا أن المساعي التي تبذلها تونس في سبيل التوصل إلى حل سلمي للأزمة الليبية ينبع من واجبها التاريخي تجاه الشعب الليبي وعلاقات الأخوة الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين.