وقال الباجي ، خلال اجتماع المجلس الجهوي الموسّع للحركة بالقيروان، أنّه في إحدى الزيارات لرئيس الجمهورية عبّر عن رأيه الصريح في حركة النهضة وأكّد أنّ مشروعهم لا ينجح في تونس لكن لا نريد إزاحتهم بالطريقة التي حصلت في مصر، مُضيفاً "فتبسم رئيس الجمهورية وقال "كل بلاد وأرطالها واحنا كيما قال بورقيبة نَخَدْمُو المادة الشخمة، شوية شوية بالدستور والقانون تو نخرجوهم"، ثم أشار السبسي إلى الخاتم الذي في إصبعه وقال "نخرجهم كيما نخرج الخاتم بالصابون، بالشوية بالشوية ولا بد من إخراجهم".
وإثر رواج الفيديو في الكثير من المواقع وصفحات التواصل الإجتماعي، حاول فريد الباجي التملّص من تصريحاته التي ربما توّقع عدم اِنتشارها في الإعلام وكذب إذاعة موزاييك التي كانت مصدر النشر الأولى وقال أنّ العنوان الذي وضعته هو كذب على الرئيس وتزوير لتصريحاته.
وحوّل الباجي معنى تصريحاته لكون الرئيس مع التعايش مع حركة النهضة واحتواؤها حتى تذوب في النسيج التونسي، مُوضّحا أنّ الباجي قائد السبسي أراد إخراج النهضة عبر صناديق الإقتراع، غير أنّه بالرجوع لمقطع الفيديو نجد أنّه لم يذكر ذلك بتاتاً واِكتفى بتأكيده أنّ مصير النهضة الذي خطّط له السبسي سيكون الخروج من الحكم عاجلاً أم آجلاً.
ورغم أنّ حركة النهضة هي القوى السياسية الثانية في البلاد والأولى في البرلمان، فلم يُخفي فريد الباجي رغبته الصريحه في ذوبان هذا الحزب وعدم نجاحه رغم أنّه يُمثّل نسبة كبيرة من التونسيين وفشله سيُؤثر على الوضع العام في البلاد بشكل مباشر، فيما وضّح أنّ رأيه أوصله لرئيس الجمهورية الذي بيّن أنّه وضع اِستراتيجية لاِزاحتهم من الحكم وتعهّد بذلك وشدّد في ذات الوقت على أنّها لن تكون كالطريقة المصرية.
ويُذكر أنّ رئيس الجمهورية طالما طل علينا بتصريحات تُؤكّد أنّ حركة النهضة اِختارها الشعب وأعطاها أصوات تجعله يحكم مع نداء تونس وأنّ الديمقراطية تُحتم على الجميع إحترام نتائج الانتخابات التي وضعت حزبي النهضة والنداء في المراتب الأولى، الشيء الذي يطرح سؤال عن الموقف الحقيقي لرئيس الجمهورية و رئيس نداء تونس السابق حول النهضة بين ما يُصرّح به إعلامياً وبين ما يكشفه في الاجتماعات المُغلقة البعيدة عن الأضواء .