و"غرقت" المنطقة في المياه فلم يجد متساكنوها ملجأ إلاّ محطات الحافلات وأسوار البنايات للاختباء من قطرات المطر، باستثناء أولئك الوطنيين وما أقلهم والذين أجبرهم عملهم على العمل تحت المطر.
وفي هذا الإطار تحدّث أحد المواطنين ويُدعى حسونة قيدارة، عبر تدوينة فايسبوكية انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي عنونها بـ "لو لم تحصل معي قد لا اصدّقها"، عن حادثة وصفها بـ "الغريبة" عاشها اليوم.
فحين كان أمام إحدى المحطات مع عدد من المواطنين ينتظرون وسيلة من وسائل النقل العمومية توقّفت أمامه حافلة وحدات تدخّل، ودعاه العون السائق إلى الركوب هو ومن معه قائلا "فالنقل اليوم عسير وقليل"، وذلك لإيصالهم إلى الوجهة التي يريدون.
وأشاد المواطن بهذه الحركة اللطيفة التي تُرسّخ الصورة الإنسانية للشرطي غير تلك المعروفة عنهم بالقسوة والجفاء والتخويف، متابعا "لأول مرّة أصعد سيارة الشرطة وأنا لستُ متهما أو في قلبي ذرّة خوف.. جلست بجانب رجال الأمن وشعرت لأول مرة بالأمان بينهم.. تحدثنا معا كمواطنين عاديين الزي يفرّقنا لكن الوطن يجمعنا والأزمات توحّدنا.
سيارة الشرطة التي نريدها ، لا تحمل فقط المجرمين والمتهمين والمشكوك في أمرهم وإنما تُسخّر أيضا للمواطن الذي ظلّ طريقه والمرأة الحامل التي لم تجد من يرأف بحالها ويُعجّل بها للمستشفى والتلميذ الذي تأخر على موعد مناظرته والمعاق الذي تعسّر عليه التنقل بسلام وسط الزحام."
هذا وحيّا حسونة قيدارة "الأمنيين الشرفاء أمثال هؤلاء الذي يجعلون نِصب أعينهم دائما أنهم في خدمة الشعب وحراسته وتسهيل مصالحه لا التسلط عليه".