هذا وأضاف بن محمود في رسالته متوجها بكلامه الى السبسي قائلا "اعلم انني لست أول من يتوجه إليكم برسالة مفتوحة إذ سبقني العديد من الاعلاميين والمثقفين والوطنيين الصادقين وانتظرت مثلما طال انتظارهم تفاعلا ما في اتجاه الضرب بقوة على كل من يتسبب في ارباك مسار الارتقاء بتونس نحو الأفضل فكرا و أمنا وأقتصادا ؟؟ للأسف لا شيء من هذا قد حصل الى حد الساعة فتمادى المتمادون وواصل المواصلون وازداد الوضع تعقيدا وتشعبا ، ورأيت بأنه لم يعد هناك مجال للصمت .. لم يعد هناك مجال للانتظار و الصبر و المغالطة...فعلا اننا نعيش هذه المرحلة ، و انعدمت الحلول ، و دب اليأس في النفوس ، و ضاع كل شيء ..لم يبق غيرك من يحسم الأمر و ينهي المسلسل/ المهزلة ..فأما نكون ، او يمضي كل الى حال سبيله".
وفيما يلي نصّ الرّسالة
"رسالة مفتوحة الى الأستاذ الباجي قايد السبسي
من النائب: اسماعيل بن محمود
سيدي رئيس الجمهورية
الآن و قد طفح الكيل و شاع الخبر بين الناس ، الآن و قد أطلق مجانين العصر العنان لاستعمال المحظور و العبث و الأستهتار متناسين او ناسين ما تحتاجه البلاد و يحتاجه العباد من أمل في مستقبل يزداد غموضا من يوم الى آخر ، الآن و لا أعلم ان كنتم على اطلاع بما يحدث و يشاع و يحاك و يقال و يروى (بضم الياء) لست ادري ؟ .. مع أنني أعلم علم اليقين أنكم و في أطار احترام الدستور حريصون دوما على تحييد مؤسسة الرئاسة و النأي بها عن الصراعات و التجاذبات .
سيدي رئيس الجمهورية
اعلم انني لست أول من يتوجه إليكم برسالة مفتوحة إذ سبقني العديد من الاعلاميين والمثقفين والوطنيين الصادقين .وانتظرت مثلما طال انتظارهم تفاعلا ما في اتجاه الضرب بقوة على كل من يتسبب في ارباك مسار الارتقاء بتونس نحو الأفضل فكرا و أمنا وأقتصادا ؟؟ للأسف لا شيء من هذا قد حصل الى حد الساعة فتمادى المتمادون وواصل المواصلون وازداد الوضع تعقيدا وتشعبا ، ورأيت بأنه لم يعد هناك مجال للصمت .. لم يعد هناك مجال للانتظار و الصبر و المغالطة و جميعنا يرى و يسمع ما يقال و يطلع على تحاليل وتأويلات ؟ فهل صحيح ما يقولون ؟؟ لقد أرهقني السؤال .. أمام صمتكم الرهيب ..خاصة وانكم واعون تمام الوعي بأن الفرقاء يتصارعون ويتقاتلون و يختلفون في كل شيء ..و لكنهم - مثلي أنا تماما - يشتركون جميعا في الولاء لك و الاعتراف بمزاياك عليهم
سيدي رئيس الجمهورية،
قد تكون أسئلتي متأخرة بعض الشيء ؟ ولكن دعني ألقيها دفعة واحدة ، لألقي بهذا العبء الذي أثقل كاهلي : فلماذا تخليتم عن دوركم في التصدي للعبثيين بمختلف ألوانهم و أسماءهم وأنتم أعلم الناس بتداعيات الأمر على تونس المريضة ، ألست من رددت أن مصلحة الوطن قبل الأحزاب ؟؟ هاهي صراعاتهم تبلغ ذروتها لتطال مصلحة تونس خاصة في مثل هذا الظرف الصعب و حكومة السيد يوسف الشاهد تباشر مهامها بكثير من العزم على استرجاع هيبة البلاد و أرساء علوية القانون ...لماذا غادرتم ذات خريف بيتا شيدته بدماء الرجال و دموع الحرائر في فترة عصيبة دون ان تؤمن لهذا البيت و متساكنيه مستقبلا لا يعرفون بعده طريق الظلالة ، مستقبلا مطمئنا تتواصل فيه المسيرة بثقة وثبات ..فكانت النتيجة ما تعلم و يعلمه الجميع ؟ أصحيح انكم تعمدتم ذلك و عن وعي ؟؟ هذا ما يقولون و أسمع ويسمع الكثيرون ؟ لماذا تراجعتم عن سخاءكم في تقديم النصح و انارة الطريق و الحكمة في تبديد الصعاب و فض النزاعات مهما عظمت بين قيادات و مناضلي الحزب و بين نوابه ال 87 طوال الفترة الماضية فكان الانقسام المدوي ؟؟ وتلاشت أحلام الذين هبوا هبة رجل واحد بمجرد ان أطلقتم مبادرة تكوين الحزب الذي قلب كل الموازين .. أصحيح أنكم تعمدتم ذلك و عن وعي ؟؟ هذا ما يتحفنا به المحللون و المنقسمون و المتنازعون و المبعدون من أبناء الحزب الواحد ؟؟ و لكن صمتكم الرهيب يغذي هذا الادعاء .. فنتوه بين ثنايا الشك .. ؟؟
سبدي رئيس الجمهورية،
أذكر مثلا شعبيا معروفا نسب اليك عندما استشهدت به ذات خطاب " وخر وخر ظهر البهيم وفى" فعلا اننا نعيش هذه المرحلة ، و انعدمت الحلول ، و دب اليأس في النفوس ، و ضاع كل شيء ..لم يبق غيرك من يحسم الأمر و ينهي المسلسل/ المهزلة ..فأما نكون ، او يمضي كل الى حال سبيله ، واثق سيدي الرئيس انكم بمفردكم تملكون الأجابة ؟ وحدكم من بامكانه انارة الطريق بعد أن عم الظلام الدامس ، و أضعنا بوصلة الطريق ؟؟؟ فاشرح لنا ما اعترانا من غموض و ما سكننا من استفهام ؟ و قل كلمة الفصل كما لم تنطق بها من قبل ، فنحن على حافة الهاوية و ما أدراك ما الهاوية ؟ قل كلمة الفصل لنختار طريق الوصول الى بر الامان فقد شردنا التيه ... و عبثت بنا الشكوك .. و تونس تحتاجنا جميعا في مثل هذه المرحلة الصعبة .. و حكومة السيد يوسف الشاهد تنتظر منا الكثير من الدعم و المساندة لا نملك حقيقة ادواتها و لا آلياتها ؟؟ اذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه .. إنه نداء استغاثة أخير .. فقل كلمة الفصل في الفصل الأخير من الحكاية ...