حيث دعا بسيس الشاهد إلى الابتعاد عن الكلام الفضفاض وإعادة إنتاج الخطاب الممجوج حول الأولويات "ذاك الذي قالته كل الحكومات وأصبح علامة لفشلها وفشل البلد لا يبعث كثيرا على التفاؤل"، حسب قوله.

وأوضح الإعلامي أنّ مشكلة البلد في مصيدة المنظومة التي تورطت فيها منذ 2011 منظومة حكم هجين لا رئاسي لا برلماني، يحكم فيه الجميع ولا أحد يحكم، تذررت فيه سلطة الدولة إلى جزر منفصلة استقلت فيها كل مجموعة بمنطقة نفوذ، وتابع "كل سنة ونصف يتكرر نفس المسلسل الهجين أحزاب تبتز السلطة الرمزية للدولة بمقترحات وزراء المحاباة والولاءات في إطار مفاوضة انتزعت شرعيتها من دستور ترضيات ضعيف المستوى منح السلطة كامل السلطة للأحزاب لقيادة المجتمع".

وأكّد بسيس أن الجميع سيحاول تقديم رأيه في عمل الحكومة "فسيجد صديق الأمين العام وزيرا وستتدخل غرفة نوم الزعيم في تحديد مصير إدارة الشأن العام المتأزم و ستكون كلمة ممول الحزب هي العليا"، وفق تعبيره.

هذا وقدّم برهان بسيس نصيحة للشاهد متمثلة في "التحيل على الأحزاب" والتظاهر لهم باستشارتهم والأخذ بحلولهم التي سيقدمونها والتي لو كانت نافعة لنفعوا بها من قبلهم، داعيا إياه إلى استدعاء "حكماء التخوم في دواخل تونس" وهم ثقل البلد، وفق تعبيره، في إشارة إلى شباب بوزيد والقصرين وقفصة والجنوب والشمال الغربي.

وتابع الإعلامي برهان بسيس نصيحته قائلا "لا تحتقر حكمتهم مثلما فعلنا نحن منذ سنوات .....اعتاد صوتهم أن يصل شهر جانفي بعد فوات الأوان....استبق واجعلهم يتحدثون إليك في أغسطس قبل اندلاع الحريق".