وفي ما يلي نص التدوينة:
"كيف كان مصير المصلحين على مر تاريخنا..فقط لنتذكر ماذا فعلنا بخير الدين باشا الذي رحل عنا ليموت غريبا من فرط حسرته في بلاد بعيدة..وكيف لم يجد من اكتشف الشيخ الثعالبي ميتا في داره الا مراسلاته مع ملوك العالم ليبيعها ويشتري له كفنا..وكيف توفي الطاهر الحداد كمدا يتفل عليه الناس في دروب المدينة العتيقة الضيقة ولم يسر في جنازته غير نَفَر قليل.. وكيف جازينا احمد بن صالح على تعبده زاهدا في محراب السلطة بالسجن والتغريب والاهانة..وكيف طردنا محمد مزالي السياسي المفكر والأديب والرياضي الى أن توفي بغصته جراء الافتراء السافر عليه وانتهاك عرضه..وكيف شمتنا في بورقيبة زعيمنا العظيم أب الأمة اثني عشرة عاما حتى أفتكره الله في السماوات العُلى ..لماذا سيختلف مصير هذا الرجل الصالح إذن وقد تنكر له القوم وقلب له أكثرهم ظهر المجن وعاد رحيله السريع مطلبا أغلبية ترنو الى إدانة نفسها .. وكعادتنا سنكتشف فضائل الاخيار بعد مغادرتهم السلطة..يا لخيبة المسعى وَيَا لهذه الحال المائلة وَيَا لخسارة البلد المتكررة، فرصة أخرى حقيقية للامن والاستقرار والنماء والوفاء لأجيال من الشهداء في حروب الإصلاح والاستقلال والبناء".