وأوضّح مصدر أمني أنّه تمّ منع الفتيات من السفر بسبب الاجراءات المشددة التي طلبتها بلغراد، مؤكدا أنّه لم يتمّ منع الفتيات من السفر لأسباب شخصية.
وفي هذا الخصوص، قال المحامي سمير عبد الله أنّه التقى في مكتبه بالفتاة التونسية رحاب الماي التي منعت من السفر من مطار تونس قرطاج في رحلة سياحية في اتجاه بلغراد، مشيرا إلى أنّ جميع وثائق سفرها قانونية.
وأوضّح المحامي أنّ منع هذه الفتاة من السفر يتعلّق بتصرّف فردي لثلاثة أعوان رغم أنّ عونا رابعا أعلى منهم رتبة اعتبر وضعيتها قانونية و أذن بسفرها لكن بقية الأعوان أصرّوا على الرّفض، مؤكدا أنّها مصرّة على الدّفاع عن حقوقها المسلوبة و كرامتها كما أنّها قرّرت السفر من جديد إلى نفس الوجهة يوم الجمعة القادم على متن رحلة الخطوط التونسية.
شهادة المحامي:
"التقيت مساء اليوم في مكتبي بالفتاة التونسية رحاب الماي التي منعت صباح أمس من السفر من مطار تونس قرطاج في رحلة سياحية في اتجاه بلغراد. فتاة عادية محترمة هادئة الطبع و لا يمكن أن تثير لدى من يراها و يتحدّث معها أيّة شبهة من أيّ نوع كان. و دون الدخول في تفاصيل ما حدث و تحديد المسؤوليات التي تبقى حصرا من اختصاص القضاء يمكن التاكيد على ما يلي" :
"- ان جميع وثائق سفرها قانونية ( جواز السفر..تذكرة السفر..شهادة تحويل العملة بمبلغ جدّ كاف لاقامتها..شهادة حجز الفندق )
- انها أدلت لشرطة الحدود بالمطار وثائق أخرى غير ضرورية للسفر مثل الترخيص الابوي و شهادة في الأجر.
- و الأهمّ في هذه الحادثة أنّه ثبت يقينا أن الفتاة ليست موضوع أي تتبع قضائي أو أي اجراء قانوني احترازي من أي نوع كان... لماذا وقع منعها اذن ؟ هذا هو السؤال السريالي الذي بقي الى هذه اللحظة بدون جواب الواضح أن الامر يتعلّق بتصرّف فردي لثلاثة اعوان رغم ان عونا رابعا أعلى منهم رتبة اعتبر وضعيتها قانونية و أذن بسفرها لكن بقية الأعوان أصرّوا على الرّفض..هكذا بدون ادنى مبرّر .. تواصل الأمر طيلة ساعتين من الخامسة الى ما بعد السابعة صباحا الى أن أقلعت الطائرة... حالة مريبة من التعسّف و خرق القانون الذي يضرب بحق دستوري و هو الحق في السفر".
"لكن و الأمرّ من ذلك الاهانة التي تعرضت لها تلك الفتاة من خلال عبارات تعدّ مسا من كرامتها ان لم أقل من شرفها و أتعفّف من ذكرها في انتظار أن يتحقّق منها القضاء... منذ يوم امس و هي تعاني من هول الصّدمة النفسية... وهي مصرّة على الدّفاع عن حقوقها المسلوبة و كرامتها كما انها مصرّة على حقّها في السفر و ستسافر من جديد الى نفس الوجهة يوم الجمعة القادم على متن رحلة الخطوط التونسية..."
"هذه الفتاة مقرّة العزم على خوض معركة ارساء دولة القانون التي تليق بتونس الجديدة و اعادة الاعتبار لمكانة المراة العنوان الابرز لحداثة هذه البلاد... أتفهّم شخصيا الهاجس الأمني في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد و هذا لا يمنع أن يكون في كنف القانون لأن البديل عن دولة القانون هو دولة الغاب ..".