آخر الأخبار

حينما يُحرّك "الفايسبوك" مؤسسات الدولة

زووم تونيزيا | الأربعاء، 25 ماي، 2016 على الساعة 19:18 | عدد الزيارات : 2717
زووم - يُعد الفايسبوك وسيلة الاتصال والتواصل الأكثر إستعمالا والأسرع، الشيء الذي جعل الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنيّة والحقوقية والشخصيات المعروفة ومؤسسات الدولة تقوم بإحداث صفحات رسمية لإعلام الرأي العام بكل مُستجد بأقصر الطرق وأسرعها.

 

"الفايسبوك" تحوّل في تونس من وسيلة تواصل إلى وسيلة تأثير كبرى وذلك من خلال دور روّداه الذين يستعملونه كطريقة سهلة ومُتاحة لإيصال موقفهم أو أي مظلمة تعرّض لها أي شخص، حيث تجد أن المعلومة تصل بسرعة البرق وتُنشر وتُقام حولها بعد ذلك البرامج الحوارية.

 

في تونس ، التونسيون واعون بأنّ التواصل مع أجهزة الدولة أو الوزارء أمر ليس بالهين ذلك أنّ هؤلاء إما مشغولون أو غير متاحون لسبب أو لأخر، وقد حوّل التونسيون موقع التواصل لأداة وصل بينهم وبين الساسة والحكومة ممّا حرّك عدة حوادث ولنا في ذلك أمثلة عديدة.

 

ومن هذه الأمثلة، نذكر حادثة إعتداء أمني وامرأة مُقيمة بألمانيا على مواطن بالكبارية حيث وثّق أحد المواطنين الحادثة ونشرها على حسابه الشيء الذي ساهم في نشرها في عدة صفحات ومن ثم في مواقع الكترونية وإذاعات وحتى في برامج تلفزية ممّا جعل الوزارة تتحرّك وتتدخل في هذه القضية وذلك بإتخاذ الإجراءات والتراتيب القانونيّة الجاري بها العمل و إحالة الملف على أنظار القضاء للبت في هذه القضيّة مع جميع الأطراف المعنيّة.

 

هذا ونذكر أيضاً حملة "وينو البيترول" التي أطلقها نُشطاء وشكّكو في الأرقام المُقدمة حول إنتاج البترول وطالبوا فيها بالشفافية عبر نشر العقود المُبرمة خاصة مع الشركات الدولية التي تستغل أبار النفط، الحملة لاقت رواجاً كبيراً وشغلت الساحة السياسية والإعلامية كثيراً، ممّا جعل مؤسسات الدولة تتحرك للدفاع عن نفسها والإعتراف بأنّ هناك تقصيرا من قبل الإدارة لعدم توفر الشفافية المطلوبة في القطاع النفطي، وذلك وفق تصريح المُتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية، ليُعلن مؤخراً وزير الطاقة والمناجم أنّ العقود ستُنشر عبر موافع الواب الخاصة بالوزارة  ورئاسة الحكومة.

 

ولنا في هذا السياق أيضاً، حادثة جديدة وهي تعرّض فتاة لمظلمة من قِبل أمنيين حيث أنها نشرت فيديو أكّدت فيه تعرضها رفقة والدتها وشقيقتها إلى محاولة إقتحام منزلهن بجهة المحمدية وقذفهن بالحجارة من قبل منحرفين بحالة سكر وحاملين لأسلحة بيضاء لتتحول إلى مركز الحرس الوطني بالمكان، إلا أنّه لم يقع إتخاذ الإجراءات اللازمة في الغرض ذلك أنّ أحد المنحرفين له صلة قرابة بأحد الأعوان العاملين بالمركز نفسه.

 

هذه الحادثة تداولها روّاد الفايسبوك بكثرة ومن ثم تناولتها وسائل الإعلام ممّا جعل وزارة الداخلية تتدخل وتنشر بيان توضيحي تؤكّد فيه أنّه لا توجد قرابة بين أحد المظنون فيهم وعون بمركز الحرس الوطني بالمحمدية الشمالية وأنّه قد تمّ التعرف على أحد المظنون فيهما والإحتفاظ به وإدراج برقية تفتيش في المظنون فيه الثاني الذي تمّ القبض عليه في ما بعد.

 

حادثة أخرى حصلت قبل أشهر قليلة وهي حادثة إقدام مراقب تذاكر تابع لشركة نقل تونس على تمزيق الشهائد العلمية للطالب نبيل المحمدي التي نُشِرت بكثرة، حيث تم إيقاف مراقب التذاكر وتغير عدد من المسؤولين على خلفية هذه الحادثة إلاّ أنّ الحادثة اِنتهت بإسقاط الطالب لشكايته ضدّ المراقب وتمسّك الشركة بتقديم قضية ضدّه.

 

وهنالك العديد من الحوادث الأخرى التي يُسلَّطُ عليها الضوء كالصورة التي تداولها النشاط لموظفة باحدى الإدارات بصدد لعب الـ”spider solitaire” والمواطن ينتظر، والتي تنتقد الإدارات التونسية وممارسات العملة مع المواطنين.

 

وينجح روّاد موقع التواصل فايسبوك في كل مرة في إثارة قضية يُحرّك بها مؤسسات الدولة، حيث أنّهم يفرضون التدخل ويُمارسون الضغط الإيجابي من أجل الإصلاح والحوار حول المشاغل الحقيقية للتونسيين ولفت الاِنتباه لملفات مهمة.

كلمات مفاتيح : تونس، الفايسبوك،
آخر الأخبار