فقد قامت رجاء بن سلامة بتوجيه استجواب لـ"حميدة بالسعد" لتبرير موقفها المحتج ضدّ الكاتبة العامة واتهامها بالفساد المالي والإداري، لتوجّه حميدة بالسعد بدورها هذا الأمر على النقابة الأساسية لدار الكتب الوطنية لما اعتبرته من تركيع للنقابة ومصادرة لحق الموظف الإداري في الاحتجاج والتظلم، في حين طالبت النقابة "رجاء بن سلامة" بسحب هذا الإستجواب.
وقد طالب النقابة بسحب الإستجواب نظراً لكونها تتبنى موقف "حميدة بالسعد" حيث أنّها تملك مؤيدات في الغرض كانوا قد ضمنوها في محاضر الجلسات واجتماعات النقابة الاساسية بالنقابة العامة للثقافة، إلاّ أنّ "رجاء بن سلامة" رفضت طلب النقابة ووجهت مُجددا الإستجواب للمعنية بالأمر وذلك في شكل تذكير.
وتعود تفاصيل الحادثة، لكون حميدة بالسعد شاركت في وقفة احتجاجية نظمتها النقابة الأساسية واتهمت الكاتب العامة خلالها بالفساد الاداري المُتمثل أساساً في هضم حقها في الترقية إلى رتبة متصرف رئيس والتي نالتها الكاتبة العامة التي تعتبر أقل منها أقدمية في رتبة متصرف مستشار وذلك بفارق خمس سنوات، كما أنّ الشيء الملفت للاِنتباه هنا أنّ الكاتبة العامة هي من تقترح وتُعد ميزانية الترقيات والمناظرات الأمر الذي اِستغلته لتُصمم ميزانية هذه الترقية على مقاسها والتي لا يُنافسها فيها أحد غير "حميدة بالسعد".
الأمر الذي يُلفت الاِنتباه أيضاً في هذه الحادثة، هو أنّ إحدى عاملات النظافة اِتهمت هي الأخرى الكاتبة العامة بكونها تستغل وظيفتها بالمؤسسة للقيام بأعمال شخصية تتمثل في تسخير عاملات النظافة لمنزلها طيلة ثلاث أيام وتسخير بستاني المكتبة لتزيين حديقتها، الشيء الذي تسبب أيضاً في توجيه إستجواب آخر للعاملة.
بالعودة لبلاغ المتصرف المستشار بدار الكتب الوطنية "حميدة بالسعد"، فإنّ هذه الأخيرة اِعتبرت أنّ هذا الإستجواب هو عقاب توجهه المديرة العامة "رجاء بن سلامة" لمنظوريها على ممارسة هذه الحقوق التي طالما نادت بها في المجال الإفتراضي "الفايسبوك" وهي التنديد بالفساد الإداري والمالي، تشجيع المواطنين على التبليغ لدى الموقع الذي انشأته رئاسة الحكومة في الغرض والمُطالبة بإحترام الحريات وحق الاختلاف.
هذا وأشارت المتحدثة في بلاغها إلى أنّها كانت محتجة على تصرفات الكاتبة العامة ولم تُقحم المديرة العامة في ذلك إلاّ أنّ إصرارها على تركيعها وهضم حقها في الدفاع والتظلم دفعها إلى التنديد بهكذا تصرفات.
وعوض التحقيق في شبهات الفساد التي تحوم حول الكاتبة العامة، خيّرت رجاء بن سلامة بإستجواب "حميدة بالسعد" وعاملة النظافة مُتغاضية بذلك عن احتجاجات الموظفين ومحاضر النقابة الأساسية، فهل تُنصف المديرة العامة لدار الكتب الوطنيّة منظوريها وتنتصر للمبادئ التي لطالما نادت بها في كتابتها ؟ أم أنّها ستصمت على شبهات الفساد الإداري والمالي ؟.