و قد أشار "العباسي" إلى أن بوادر الغضب العمالي بدأت تظهر و تسطذر ملامحها بالاحتجاجات التي تخوضها القواعد بأمر من القيادات في قطاعات مختلفة.
و لعلّ إضراب التعليم الثانوي المقرر يوم الاثنين 8 ديسمبر هوّ أوضح تمظهر لهذا المسار، غير أنّه ينمّ على غايات "الاتحاد " و سياساته و توجهاته و مدى حياديّة هذه المؤسّسة، حيث تضع على المحك سلامة سنة دراسيّة بأسرها و ضمان تمشيها في ظروف تلائم التلاميذ الذين هم فوق كلّ اعتبار سياسي و الذين تضرّهم الإضرابات أولا و أخيرا.
من البديهي أن يرتبط العمل النقابي بالسياسي في المؤسسات الكبرى و فروعها سواء الحكوميّة منها أو الخاصة، لكن الغير طبيعي هوّ أن تملي النقابة الأوامر السياسية و تنحاز لأطراف دون أخرى و لا تغدو سوى بيدقا و ورقة مزايدات لصالح أحزاب دون أخرى.