وعبر الإتلاف عن عدم خشيته من فزاعات حل البرلمان ولا من إعادة الانتخابات ولا حتى من محاولات التهديد باستعمال صواريخ الأوهام الرئاسية بقصف الأحزاب السياسية والهيئات المنتخبة وضرب المسار الانتقالي وإعادة انتاج نموذج استبدادي جديد في شكل أكثر فوضوية وغموض وانحراف، حسب ما جاء في نص البيان.
وفي ما يلي نص البيان:
على إثر اجتماع المكتب السياسي والكتلة النيابية لائتلاف الكرامة مساء الاثنين 31 أوت 2020، فإننا نعلن للرأي العام الوطني ما يلي:
يسجل ائتلاف الكرامة بكثير من الامتعاض استمرار حالة عدم تحمّل المسؤولية والاستهتار بالمصلحة الوطنية وتقديم الرغبات والنزوات الشخصية في مسار تشكيل الحكومة الجديدة وفي ظرف اقتصادي وصحي عصيب، سواء من السيد رئيس الجمهورية أو من حاشيته أو من السيد رئيس الحكومة المكلّف، او ممن انخرطوا في جوقة التطبيل لمسار الانحراف الخطير بالدستور والانقلاب الممنهج على نتائج انتخابات أكتوبر 2019.
ولقد شهد هذا المسار إصرارا غريبا من القصر على تجاهل التوازنات السياسية التي أفرزها الاختيار الشعبي سواء عند تشكيل " حكومة الرئيس 1 "، والتي انتهت بفضيحة فساد مدوّية ومن دون أدنى تحمّل للمسؤولية السياسية من الجهة التي أصرّت وعاندت وتمسكت باختيار شخص رصيده الانتخابي لم يرتفع فوق الصفر سوى ببعض الأعشار، أو كذلك خلال مسار تشكيل " حكومة الرئيس 2 " والتي تمادى فيها السيد رئيس الجمهورية على عناده الغريب في اختيار من لا تاريخ سياسي ولا تمثيلية شعبية له مطلقا،
وأمام تعنت رئاسة الجمهورية وإصرارها على تجاهل الأغلبية البرلمانية وأسلوب التعالي والتعامل الفوقي مع ممثلي الشعب التونسي المنتخبين، وأمام إصرار السيد رئيس الحكومة المكلّف على تشكيل حكومته خلسة وفي الغرف المغلقة ومن دون أدنى تشاور مع الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية على الأسماء المختارة ولا على البرنامج الحكومي الذي لم يتوصل النواب بنسخة منه سوى في آخر مساء هذا اليوم، أي ليلة التصويت على الثقة.
وأمام تأكد ائتلاف الكرامة بأن " حكومة الأمر الواقع " لن تكون ممثلة للشعب التونسي ولن تلبي تطلعاته بقدر ما ستكون ممثلة لبعض مراكز النفوذ المالي والسياسي سواء داخل القصر أو في الأحواز القريبة منه، ولن ترضي في جوهرها سوى أنصار المنظومة القديمة وحلفاءهم من أدوات الثورة المضادّة.
وأمام القناعة الساطعة عندنا بأن حكومة السيد المشيشي لن تمثلنا ولن تمثل أنصار الثورة ولا أنصار دولة القانون، فضلا عن أننا لم نشارك لا في اختيار أعضائها ولا في رسم ملامح برنامجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأنها ستكون بالأساس خادمة للجهات التي نصّبتها أكثر من خدمة شعبها،
فإن ائتلاف الكرامة يعلن عن رفضه منح الثقة لحكومة السيد هشام المشيشي، وعن عدم خشيته من فزاعات حل البرلمان ولا من إعادة الانتخابات ولا حتى من محاولات التهديد باستعمال صواريخ الأوهام الرئاسية بقصف الأحزاب السياسية والهيئات المنتخبة وضرب المسار الانتقالي وإعادة انتاج نموذج استبدادي جديد في شكل أكثر فوضوية وغموض وانحراف.
وإن ائتلاف الكرامة يحمّل نتائج كل ما سيحصل لكل من امتهن التطبيل والتصفيق لمحاولات الانقلاب على نتائج الانتخابات والترويج لبدعة " حكومات الرئيس " بهدف وحيد هو التنفيس عن بعض العقد الأيديولوجية، من دون أدنى اعتبار للمآلات الخطيرة لمحاولات النفخ في مؤسسة رئاسة الجمهورية في ظل نظام سياسي تواضعت الأغلبية الساحقة من التونسيين على أن يكون برلمانيا بالأساس.
ويهيب ائتلاف الكرامة في الختام بجميع أنصاره ومحبيه أن يبقوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن مكتسبات الثورة ومسار الحرية التي افتكها الشعب التونسي بدماء شهدائه وبآلام جرحاه، وان يبقوا على استعداد وجهوزية تامة لأي فرضية قد تدفعنا إليها الطبقة المتحكمة بما في ذلك خوض أي استحقاق انتخابي سابق لأوانه.
عاشت تونس، عاشت الثورة، المجد للشهداء والعز للأحرار، والله من وراء القصد.
الامضاء رئيس كتلة ائتلاف الكرامة والناطق الرسمي
سيف الدين مخلوف