في الحقيقة ، و للأمانة ، العبارة الإنقليزية الواردة بالعنوان سبق و أن استعملها الإعلامي الأستاذ الحبيب بوعجيلة ، في إحدى مداخلاته التلفزية ، التي حاول من خلالها "تفكيك" حزب أو "منظومة" نداء تونس..مبينا أن هذه المنظومة أو هذا "الحزب" هو امتداد لمنظومة الفساد و الاستبداد القديمة بشكل مختلف ووجوه جديدة..و أن الأطراف التي تحرك "المنظومة" بنسختيها القديمة و الجديدة أو الـ " BIG BOSS" هو نفسه..وهو الذي يتدخل في كل صغيرة و كبيرة في "المنظومة" (نداء تونس)..
عديدة هي المؤشرات التي تعزز الرأي القائل بأن حزب "نداء تونس" هو حزب "تابع" لشبكات و مراكز قوى داخلية و إقليمية و دولية ، وهو الواجهة السياسية و الحزبية لمنظومة الانقلاب الإقليمية و الدولية على الثورات العربية..والمنظومة التي تشكلت بفعل "هوس" بعض القوى العربية (الخليجية أساسا) من "خطر الإخوان" بالمنطقة.. و أن هذه القوى هي المهندس الحقيقي لمواقف و "سياسات الحزب" و المحرك و المُسير لدواليبه..
و للذين يرون – ربما – في الحديث عن ارتباط حزب "نداء تونس" بلوبيات و مراكز نفوذ داخلية و خارجية من قبيل "التجني" أو "الاتهامات الغير دقيقة"..نحيلهم على "أرشيف الهدايا و العطايا" العينية و النقدية التي "تهاطلت" على الحزب – من الداخل و من الخارج - منذ "تشكله"..ولعل السيارات المصفحة التي أرسلتها دولة الإمارات إلى رئيس الحزب الباجي قايد السبسي (قبل تقلده منصب رئيس الجمهورية) أبرز ما "وُثق" حول مصادر هذه "التمويلات" و "العطايا"..كما نحيل ، الذين يتوهمون أن "نداء تونس" ليس له ارتباطات مباشرة بجهات دولية مشبوهة تؤثر في توازناته الداخلية و توجه خياراته و قراراته ، إلى زيارات و تصريحات لقيادات من الحزب بالخارج هي أقرب "للوشاية" منها للتصريح الصحفي العادي في بلد أجنبي ( تصريحات الطيب البكوش المتكررة بخصوص الإسلام السياسي و "إخوان تونس"..لقاءات في دمشق - موثقة بالصور - للقيادي بالحزب الأزهر العكرمي بمسؤولين في النظام السوري "المعزول" إقليميا و دوليا بسبب جرائمه ضد شعبه..لقاءات و تنسيق القيادي بالحزب و مستشار الرئيس محسن مرزوق مع مسؤولين عن الانقلاب المصري..لقاءات بمقر النداء بين قيادات بالحزب و "امبراطور" الفساد في مصر و احد رجال الأعمال الداعمين للانقلاب نجيب ساويرس....
و بالعودة لموضوع الــ " BIG BOSS" و علاقته بالأزمة الداخلية الراهنة التي يعيشها حزب "نداء تونس"، و التي خرجت من مكاتب البحيرة (مقر النداء) ، رغم محاولات التعتيم الإعلامي ، إلى بعض المنابر و البلاتوهات ، أين خرجت للعلن حالة الاحتقان و الفوضى و أزمة الثقة بين القيادات و الاتهامات المتبادلة "بالانقلاب" و "التآمر"..يمكن القول ، قياسا على أزمات مشابهة مرّ بها الحزب ، و استنادا لطبيعة "الحزب" و مسار تشكله و الأهداف المعلنة و الغير معلنة لوجوده ، أن "المعركة" داخل النداء "ستُفض" و ستُجمد..و تُرحل - كالعادة – إلى أجل غير مسمى.. و سيبقى هذا الحزب ، الذي بات يهدد - بتناقضاته الواضحة - الاستقرار السياسي و التجربة الديمقراطية في البلاد ، بصيغته الحالية مع بعض المساحيق و الترضيات ،التي ستؤمن "تماسكه" و استمراره و لو لفترة قصيرة...
أزمة النداء ستمر كغيرها ، ليس لأن للنداء و قياداته قدرة على الحوار و تجاوز خلافاته "بالصيغ التشاورية" و التواصلية الحزبية الكلاسيكية..فالتجربة - و الأزمة الحالية للحزب - تؤكد أن هذا "الكيان" بعيد كل البعد عن منطق الحوار حتى بين أعضائه.. كما أنه بعيد كل البعد عن مفاهيم المؤسسات و الديمقراطية ، لكن من صنع "النداء" لن يسمح بسقوطه الآن.. الــ " BIG BOSS" سيفرض على مكونات "المنظومة" التي أعاد تشكيلها - و لو رمزيا – قدرا من "الانضباط"..و ستمتثل الأغلبية للـ" BIG BOSS" و سيُبعد من يحاول لعب دور "المُناضل" !