فإن بسمة الخلفاوي و بعض أفراد عائلة بالعيد يصرون على "اجترار" ملف الفقيد بالعيد ، و يبالغون في المزايدة بالقضية و توظيفها سياسيا إلى حدّ يصفه البعض "بالاتجار الرخيص " !
لكن اللافت في تعاطي طليقة بالعيد و أفراد من عائلته مع ملف القضية ، هو التحول الجذري في العلاقة بالنظام و السلطة .. خاصة بعد ما أفرزته الانتخابات التشريعية و الرئاسية من صعود للنظام القديم (حزب نداء تونس) في التشريعية و فوز الباجي قايد السبسي ( الذي شاركت بسمة في حملة الدعاية له) بقصر قرطاج.
فبعد أن كان "دم بالعيد" يُوظّف سياسيا و إعلاميا و بشكل معلن لصالح الأطراف السياسية التي تطالب بإسقاط ما أفرزته انتخابات 23 أكتوبر 2011 (الترويكا) ، و ذلك عبر اتهام الأطراف الحاكمة "بالتقصير في كشف حقيقة" و "التستر على المنفذين".. بل و "التورط في عملية الاغتيال"..هذا دون أن ننسى طبعا بعض التصريحات التي تطلقها الخلفاوي و بعض المقربين من بالعيد و التي تتهم أحزابا و شخصيات بعينها بشكل مباشر بالتورط في عملية الاغتيال...تتحول بسمة و من معها ، اليوم ، إلى بوق دعاية للسلطة من خلال تحويل ملف بالعيد من ملف إدانة و عنوان فشل (زمن الترويكا) إلى عنوان نجاح و "صورة" من صور "تبني السلطة" للقضية و "استعدادها للكشف الحقيقة" !..نتحدث هنا عن استقبال السبسي في قصر قرطاج لطليقة بالعيد ووالد الفقيد صالح بالعيد و تصريح الخلفاوي (بعد أن كانت تهدد و تتوعد و توجه الاتهامات للسلطة من تونس و من الخارج) بما يلي :
"وبينت السيدة بسمة بلعيد إثر اللقاء التزام رئيس الجمهورية بمعرفة حقيقة اغتيال الشهيد وحرصه على متابعة ذلك مع الحكومة الجديدة حالماتتشكل.. وأكدت السيدة بسمة بلعيد في السياق ذاته أنها تشكر اهتمام رئيس الجمهورية بمعرفة ملابسات اغتيال الشهيد شكرى بلعيد وهي مستعدة للمساعدة في ذلك، مشددة على أهمية تبنّى رئاسة الجمهورية ومؤسسات الدولة لملف حقيقة اغتيال الشهيد شكرى بلعيد"..انتهى كلام بسمة.
غريب هو حال المشهد السياسي في بلادنا..فكل شيء "مباح" في الصراع السياسي..و كل شيء يُوظف في المعركة..و كل شيء "شرعي" ما دام سيسقط الخصم..و يرفع من شأن "الحليف"..و ختاما..نود أن نطرح بعض الأسئلة على بسمة الخلفاوي و "السيد رئيس الجمهورية" :
ما معنى "حرص الرئيس" على "متابعة ذلك" (أي ملف القضية) مع "الحكومة"..و الحال أن الملف عند القضاء ؟؟
هل سيتدخل "السيد الرئيس" و الحكومة "التابعة" للسيد الرئيس (نظريا) للتأثير على القضاء و توجيه سير القضية إلى حيث يشاء "السيد الرئيس" و بسمة الخلفاوي و "رفاقهم" ؟
و ما معنى "سعي السيد الرئيس" و حكومته "لكشف الحقيقة" ؟ وهل أن الحقيقة التي نشرتها مؤسسات الدولة (وزارة الداخلية و القضاء) كانت مزيفة ؟
و هل أن الملفات القضائية "ستتبجبج" أيضا ؟؟ أم أن عهد توظيف القضاء سياسيا ولى و لن يعود ؟