وقد زاملت رفاقا ورفيقات يساريين و مناضلين ضد الظلم والطغيان على غرار "عبد الكريم فيلالي" و "الطيب بوشليقة" و آخرين وعرفت وقابلت رفاق شوامخ على غرار "عمار الزمزمي" و "جلبار النقاش" وآخرين، ولم يصل تصوري إلى أنكم من الممكن أن تصلوا إلى هده الدرجة من الإسفاف و الانحطاط الفكري والسياسي، خاصة و أن الباجي هو جلاد اليوسفيين، أنسيتم ما فعل بالمناضل علي الزليطني، وأنه أيضا و وفقا لرواية محمد ببو قد أمر بإطلاق النار على أهالي الوردانين ....
وها أنا أسألكم مثلما سألكم أحد قيادات حزب الوطد الثوري : هل تعب "اليسار" من النضال حتّى يبحث عمّن يدافع عنه بالوكالة؟
و لقد هالني الأمر وأنا أقرأ ما كتبه بعضكم ممن يدّعون الشيوعية بمناسبة الانتخابات الرئاسية حول ضرورة انتخاب "الباجي قائد السبسي" لقطع الطريق أمام المنصف المرزوقي وفعلا يصبح سؤال المناضل "عبد الله بن سعد"، هل تعب "اليسار" من النضال؟ سؤالا بديهيا وطبيعيا بل هو سؤال ضروري وتقتضيه قراءة ما يحدث داخل أروقة اليسار التونسي بل وتقتضيه اللحظة التاريخية...
وها أنا أنقل إليكم بقية تساؤلاته : ( فمتى كان "اليسار" يبحث عن "وكيل" ليأخذ مكانه في مواجهة خصمه ؟ ألم يتربّى "اليسار" على النضال والتضحية ؟ ألم يتربّى "اليسار" على قيادة الجماهير الشعبية والتواجد في الصفوف الأولى مهما كانت طبيعة المعركة ؟ أتخلّى "اليسار" عن العنف الثوري وأصبح يخاف من العنف الرجعي ؟)
ثم أيها الرفاق ألم يتربّى "اليسار" على الصراع الطبقي وبالتالي النضال ضدّ الإمبريالية والصهيونية والرجعية ؟
وهنا أريد أن أذكركم الم يكن الباجي قائد السبسي أحد ركائز النظام الرجعي العميل بقيادة بورقيبة في ذلك الوقت، وهدا على حد أدبياتكم ومقولاتكم ؟
مادا أصابكم يا أعضاء مجلس الأمناء في الجبهة الشعبية خاصة وأن اللائحة السياسية لحزب العمال أي الحزب الدي يقوده الرجل الأول في الجبهة الشعبية أي السيد حمة الهمامي (بل ومرشحها للرئاسية في الدورة الأولى)، ألم تقل اللائحة وفقا لما نقلته صحيفة صوت الشعب (لسان حال الحزب ) في عددها الخاص بالمؤتمر الرابع للحزب بأن نداء تونس "هو ممثل للبورجوازية العميلة وهو حزب تابع .... ( الخ من الأوصاف ...)
أما عندما أقرأ ما يكتبه بعضكم في أكثر من موقع وصحيفة لتبرير موقفهم هذا ثم أيها السادة ما هدا الإستشهاد بالجبهة ضدّ الفاشية التي دًعي إليها"جورج ديميتروف" ذات يوم ، أجد نفسي مضطرا لأكرر ما قاله القيادي بالوطد الثوري المناضل عبدالله بن سعد "أتحدّاكم أن تستشهدوا بتجربة واحدة عبر التاريخ شارك فيها الشيوعيون في الانتخابات الرئاسية".
وفي الأخير أقول لكم هل نسيتم أن "الشهيد نبيل بركاتي" مات تحت التعذيب في نظام كان وزير خارجيته هو "الباجي قائد السبسي" نفسه الذي بايع بعضكم إياه سياسيا وتحالفتم معه بل وتقطعون الطريق على المرزوقي من أجل عيونه، ثم أليس هو نفس النظام الذي مات برصاصه شهداء انتفاضة 03 جانفي 1984 المناضل ورفيقكم "الفاضل ساسي" في شارع باريس...
ثم ألم يرفع المناضل شكري بلعيد رحمه الله صوته عاليا "أن نداء تونس هو إعادة للتجمع المُنحل..."
كان الأجدر بكم أن لا تنسوا رفعكم لشعار "يسقط جلاد الشعب يسقط حزب الدستور " ردحا من الزمن تفاعلا مع إطلاق المواطنين اسم الحزب الدستوري على بيوت الاستراحة ....
وأقول لكم في الأخير وهي رسالة لأحزابكم وجبهتكم بل ولكل الأحزاب أن من تعب من النضال عليه أن يتنحّى جانبا ويترك الساحات للثوريين لا أن يحاول تبرير ما لا يبرّر.