بعد التسريبات الأخيرة من مكتب السيسي واستقواء جناح مبارك من رجال الأعمال والدولة العميقة بعد حصوله علي البراءة واستئساده علي جناح السيسي الذي بدا مرتبكا وغير قادر علي لملمة الوضع رغم الدعم الغربي والعربي الهائل الذي يحظي به علي الصعيدين السياسي والأقتصادي ، وقد تجلت هذه الخلافات بشكل معلن فى الصدامات بين أدوات رجال الأعمال من أرجوزات الفضائيات حتى أصبح الوضع فى بعض الفضائيات يشبه أداء الأذاعات الأهلية فى ثلاثينيات القرن الماضي حينما كان أشبه بوصلات الردح بين الحواري والأحياء.
حيث أصبح أراجوزات الفضائيات يقومون بوصلات ردح ضد بعضهم البعض أو نيابة عن سادتهم الذين يدفعون لهم ، كما أخذت أشكالا مباشرة مثل الردح بين رجلي الأعمال الذي جمعا المليارات من دماء الشعب حسن هيكل ونجيب ساويرس أما الأرتباك الداخلي فى كل اركان الدولة فهو يشبه الفوضي.
وفي ظل هذا الوضع تم تحويل مئات الملايين من الدولارات للخارج تحسبا من اندلاع الفوضي بين أركان النظام نفسه حيث يسعي كل منهم لتأمين وضعه ووضع أولاده إذا اقتضت الحاجة أن يقفز من السفينة حتى وصل احتياطي البنك المركزي إلي أدني مستوي له منذ عامين ، و نريد ونحن نتأمل المشهد أن نعود كل الأنقلابات العسكرية التى وقعت و تقع ويقوم العسكر بتصفية بعضهم البعض بعد نجاحها مباشرة ومنها انقلاب يوليو ١٩٥٢ حيث بدأ عبد الناصر يقضي علي مؤيديه السياسيين أولا وحل الأحزاب والدستور وملأ السجون بالمعتقلين ثم استدار علي الأجنحة المختلفة من الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة بعد أشهر ، وكان محمد نجيب نفسه أول من تم التضحية به ثم تبعه الآخرون الواحد تلو الآخر حتى أن بعضهم سجن وبعضهم حددت إقامته .
وعلي هذا فإن السيناريو الذي يطرحه البعض الآن داخل منظومة الانقلاب للخروج من المأزق الذي تعيشه مصر أنه كما تمت التضحية بمبارك حينما أصبح مشكلة للحفاظ علي النظام فلماذا لا يتم التضحية بالسيسي الآن لأنه أصبح العقبة الكؤود أمام أي استقرار ومن ثم المجيء بشخص آخر من داخل النظام يقوم بتهدئة الشارع وتحميل السيسي وبعض القيادات معه مسئولة كل الدماء التى سالت والجرائم التى ارتكبت وأن يتم فتح صفحة جديدة يفرج فيها علي مدي عامين أو ثلاثة عن كل الذين فى المعتقلات والسجون ويتم ترتيب الأمور بشكل يبقيها تحت أيدي النظام والدولة العميقة ولكن ليس بسكين السيسي الحاد ولكن بسكين نظام مبارك الناعم، في نفس الوقت يدرك السيسي هذا السيناريو الذي يعد ويسعي للغداء بهم قبل أن يتعشوا به .
حاولوا قراءة المشهد ومتابعة الصراع الداخلي وترقبوا انفجاره لكن الفائز هو من سيتغدي بالآخر ولا ينتظر العشاء .