سياقات الدورة الأولى للرئاسية بالنسبة للناخبين
طبعا هذا المشهد الجديد أو بالأحرى المعادلة السياسية الجديدة المترتبة على النتائج الأولية للتشريعية، من المنتظر أن تؤثّر بشكل كبير في نتائج الدورة الأولى للرئاسية وفي سياقين محتملين و مختلفين:
□ السياق الأول: هو أن يتبنى الناخبون التونسيون المقاربة الكلاسيكية في الديمقراطيات أي اختيار مرشح من غير الأغلبية الحاكمة ليحققوا بذلك توازنا في كفتي الحكم ولا يمنح السلطة لطرف سياسي وحيد وفي هذه الحالة قد يختار الناخبون الرئيس المرزوقي رغم خسارة حزبه غير المنتظرة في التشريعية.
□ السياق الثاني: هو أن يلتزم الناخبون التونسيون باختيار الحزب الأغلبي في البرلمان بخياره الأول، وباعتبار أن النداء استنجد أو بالأحرى استفاد في التشريعية من ماكينة التجمع القديمة واستفاد من طبيعة الوضع الاقتصادي ورؤية التونسيين أنهم لم يستفيدوا من الثورة اجتماعيا… وهو ما يعني انتخاب السبسي أو مرجان أو الزنايدي.
أي تكتيك منتظر لمرشحي الدساترة والتجمعيين!
وهم المرشحون المتهمون بأنهم مرشحو المنظومة القديمة، فقد أربك البیان الأخیر للحركة الدستورية المصطف مع السبسي، حسابات بقیة مرشحي العائلة الدستورية والتجمعية المترشحین للرئاسة وهم عمليا كمال مرجان ومنذر الزنايدي ومصطفى كمال النابلي قبل انسحابه الغامض والمثير للجدل، خاصة أن أولئك المرشحين الذين يحبذون تسمية «مرشحي العائلة الدستورية»، يراهنون عمليا على كسب ود ما أمكن منالقاعدة الانتخابیة للنداء، وانطلاقا من كل ذلك سيبقى إعلان كل من «مرجان» و «الزنايدي» خلال الساعات القادمة انسحابهما من التنافس والسباق نحو قرطاج واردا، ويؤكد المحللون أن خطوة الحركة الدستورية تقلص حظوظ كل من «الزنايدي» و «مرجان» خاصة أنهما سيضعان في اعتبارهما أنهما قد يحصلان على نتائج سلبیة ستؤثر عمليا على علاقتهما المستقبلیة بـالنداء عند تشكيل الحكومة القادمة، على أن أخبارا رائجة تؤكد أنه من الوارد أن يعلن «السبسي» في آخر لحظة أي ليلة الانتخابات انسحابه النهائي من السباق وتزكية احد المرشحين التجمعيين:
ـ كمال مرجان: باعتباره يحظى بالاحترام داخل الأوساط الدستورية وحتى داخل يساريي النداء، مع العلم أن بعض الجهات التجمعية في ولاية بنزرت مثلا قد وصلتها تعليمات بهذا الصدد حسب تسريبات عديدة.
ـ منذر الزنايدي: وهو رجل من رجال ماكينة المخلوع ومقرب من عديد الأوساط في الداخل والخارج.
المرزوقي أو المنافس الأبرز
ركزت وسائل الإعلام القريبة من المنظومة القديمة هجومها وحملاتها على الرئيس الحالي واتهمته بـ «الغوغائیة»، وهو تهجم منتظر باعتبار أن المرزوقي تلتف حوله قطاعات شبابية واسعة خاصة أنه قوبل بترحيب شعبي كبير في القيروان وقابس وبنزرت وقفصة ومدنين وصفاقس، وهو يعتبر نفسه مرشح شباب الثورة ورافضي المنظومة القديمة، وتؤكد كل نتائج سبر الآراء أنه سيمر للدورة الثانية خاصة ان حملات المتطوعين لصالح حملته فاجأت المتابعين بل منافسوه وخصومه.
رباعي المرشحين المفترض أن يمر منه اثنان للدور الثاني
أمام كل ما تقدم وما حمله وما قد يحمله تواتر الأحداث السیاسیة المتواترة وتعاقبها خلال الساعات القادمة، فإنه يمكن الجزم بأن المنافسة من الناحية العملية ستنحصر بين:
1ـ الباجي قايد السبسي، كمرشح لنداء تونس وقطاع واسع من الدساترة والتجمعيين وبعض العلمانيين وكل الذين لم يقتنعوا بتحسن الأوضاع في تونس بعد الثورة، الا أن تقدمه في السن ورواج انه أقرب لتمثيل المنظومة القديمة، قد يساهم بشكل كبير في تقلص قاعدته الانتخابية مقارنة بالذين صوتوا لحزب نداء تونس في التشريعية، وهو يحظى بأسبقية كبيرة حسب اتجاهات التصويت ومن حيث الماكينة التي ستدعمه.
2ـ الدكتور محمد المنصف المرزوقي، باعتباره مرشح أبناء القطاعات المهمشة والجهات المحرومة والذين لا يقبلون بعودة النظام القديم، وستصطف له قطاعات عريضة لا تؤمن بتغول حزب وحيد على الحياة السياسية.
3 ـ رجل الأعمال سليم الرياحي، الذي جاء حزبه ثالثا في التشريعية والذي استطاع كسب أصوات خاصة أن حملته تركزت على وعود بجلب استثمارات لعديد الجهات وخاصة في جهة الشمال الغربي.
4ـ كمال مرجان، باعتباره خبيرا أمميا يحظى برضا قطاع عريض من ناخبي ولايات الساحل التونسي وكل من لن يصوت للسبسي من التجمعيين سيصوت له.
بينما تبقى حظوظ بقية المرشحين (22 مرشحا باعتبار المنسحبين)، ضعيفة رغم أنهم سيحصلون على أصوات جهاتهم وقطاعاتهم المهنية وبعض الأنصار هنا وهناك في انتظار مفاجآت غير منتظرة من طرف بعض المرشحين على غرار: أحمد نجيب الشابي: ويحظى بثقة عدد من القطاعات مثل المحاماة والقضاء وأهالي الجريد وبشعبية محترمة في العاصمة ولكن موقفه سيكون ضعيفا.
ـ الهاشمي الحامدي: يعتقد البعض أنه يستطيع إرباك الأحداث وقادر على توجيه الناخبين خاصة في جهة الجنوب والوسط الغربي.
ـ حمة الهمامي: له شعبية محترمة في بعض الأوساط وسيكون بلوغه الدورة الثانية صعبا لكنه أمر وارد وقد خدمته قناة «نسمة» الفضائية.
تونس ـ «القدس العربي»