لأحزاب، الشعب لا يفكّر مثل النخب، عموم الشعب عاقب الترويكا لعجزها عن رفع الزبالة و تدهور المقدرة الشرائية و الاٍرهاب، و عاقب النهضة لانها لم تقدم له الضمانات الكافية للإحساس بالاستقرار و الاطمئنان على المستقبل سواء بتقصيرها أو بتأثير التضخيم الإعلامي المكثف لهذا التقصير. جزء من الشعب لا يزال بوجدانه و ذاكرته منتميا للمنظومة القديمة و من الطبيعي أن ينتخب في ذلك الاتجاه، اليائسون أو من وقع تيئيسهم من العملية السياسية خاصّة الشباب بين سن 18 و 25 لم يشاركوا بشكل بارز في الانتخابات و طبعا عدم المشاركة رصيد انتخابي سالب يمكن أن يكون في صالح هذا الطرف أو ذاك. الديمقراطية تقتضي القبول بنتائج الانتخابات مهما كانت نتائجها و العمل على حماية المسار الديمقراطي بكل الأساليب المدنيّة، و المسار الثوري يقتضي أن لا نوكل العهدة الثوريّة لطرف واحد ينوب عن الشعب في حماية مسار الثورة ليتحمل وحده الكلفة السياسية و الإنسانيّة. الدستور هو العهدة الثورية و الديمقراطية هي سبيل مقاومة اي انحراف او عودة للاستبداد و الفساد. إذا نجح الفائزون في رفع الزبالة و تحسين المقدرة الشرائية للمواطنين و حماية الحريات و الحقوق و التصدي للارهاب و تحسين مؤشرات التنمية ، فهنيئا لتونس بهم و إن فشلوا فلن ينفعهم وجودهم في السلطة و سيأتي غيرهم.