رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة بن جمعة المؤقت
زووم تونيزيا
| الخميس، 24 جويلية، 2014 على الساعة 16:35 | عدد الزيارات : 1343
رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة بن جمعة المؤقت
[caption id="attachment_105158" align="alignright" width="165"] ظفرالله الشافعي[/caption]
بإسم…
لله الرحمن الرحيم
يوم 17 من رمضان ، لم يضرب الإرهاب في الشعانبي فقط وانما ضرب في حيي ، نعم لقد ضرب في حيي المنزه 8 على بعد شارع من منزلي حين تم خطف وقتل الشاب وليد بن عبدالله . هذا الشاب في العشرينات من عمره لا ينتمي إلى عائلة معوزة ، من مستوى ثقافي متميز ، ولم يتم تجنيده قصراً وإنما تطوع لحماية الشعب التونسي ، لكي تنعم عائلتي وعائلتك بالحرية ، لكي يفطرون في منازلهم وهو يفطر في الجبال ، لكي يخرجوا في ليالي رمضان للتنزه ولكي يقوم هو بدورية في جبل الشعانبي . لما إنتشر خبر استشهاده ، لأول مرة أبكي فيها بعد عملية ارهابية لأني رأيت في هذا الشاب أخي الصغير فأحسست بالذنب ، نعم أحسست بالذنب لأني قلت في أعماق نفسي ، ربما كانت الترويكا مقصرة لما كانت في الحكم في التعامل الأمني مع الإرهابيين ، نعم أنا ولد الترويكا و ولد المؤتمر قمت بمراجعة نقدية لكل مواقفي السابقة وأحسست بالذنب لأني لم أكن صارماً في موقفي مع الإرهاب بسبب تكويني الحقوقي وحرصاً مني على أن تبقى تونس دولة الحريات التي تضمن كرامة المواطن . عندما طلعت يا سيدي الوزير علينا في الإعلام واتخذت القرار بتكوين خلية أزمة وبأنه لن يكون فيه بعد الأن تسامح مع كل فكر إرهابي تكفيري وبكل حزم ، استبشرت ذلك خيراً ولأول مرة دعمت حكومة التقنوقراط دعماً أعمى . قمتم بغلق المساجد التي تضم التكفيريين فقلت لا بأس هذا ما يجب فعله إن كان لمدة زمنية محدودة ، قمت بإيقاف المنتمين للتيار السلفي الجهادي صفقت لك وقلت نعم وبكل حزم ، اغلقتم قنوات دينية بحجة دعوتها للفتنة فقلت رائع هذه حكومة التقنوقراط التي نريدها ، قلت انك ستحجب مواقع الأنترنت التكفيرية ، قلت عال ، لا لتمجيد الإرهاب بعد الأن ، كل هاته القرارات بالرغم من أنها تمس بحرية المواطن التونسي وترجع عهد الرقابة النوفمبرية ولكن بسبب غضبي وحزني وصدمتي لم أجد مانع في ذلك وخاصةً أنه لم تصدر بيانات رسمية من الأحزاب و لا بيان من الرئاسة للتنديد ولم يتم استدعائك للمسألة في المجلس التأسيسي على مخالفتك للدستور التونسي و لم تخرج مظاهرات عارمة تنديداً بغلق المساجد مما شجع سكوتي على التجاوزات الأمنية . فكان يوم 23 جويلية هو اليوم الذي رجعت به إلى رشدي ، لأنك يا سيدي الوزير المؤقت قمت بخطأ فادح وهو أنا غرورك غشى بصيرتك فطالبت بالنأي بملف الطاقة عن التجاذبات والمزايدات السياسية ، فما دخل الطاقة بالإرهاب وما دخل الإرهاب في نية نوابنا المحترمين بأسترجاع ثرواتنا المنهوبة . هنا مربط الفرس ، هنا تضهر نيتك المبيتة لهدم كل مكتسبات الثورة تدريجياً مستغلاً صدمة شعب مسكين مل من الصدمات ومن دفن شهدائه حتى أصبح قابلاً لمقايضة حريته بأمنه ، فحوكمتكم لا هي بالرشيدة ولا هي بالمفتوحة بل هي حوكمة مظلمة مليئة بالمكائد والغدر وتبقى وزيرتكم كربول أحسن ممثلة لها و هي التي اقنعت الشعب التونسي أن دخول الصهاينة هو خير للبلاد بحجة تسامح "الديون" وها نحن اليوم نشاهد كيف يتجلى تسامح "الديون " في غزة الأبية دماءً و دماراً .
يا رئيس الوزراء مهدي جمعة المؤقت ، حذاري فحذاري من غضب الشعب الذي لا يمكن استغفاله مرتين لأنه شعب مؤمن وسيخرج اليوم لنصرة غزة بعد دعوة رئيس الجمهورية وسيبرهن للعالم مدى تشبثه بالقضية الفلسطينية ومدى كفره بتسامح "الديون " مع الصهاينة ، هذا الشعب لن يسكت على التفريط في حريته مقابل أمنه بعد الأن وسيخلعك من مكانك كم خلع العديد من قبلك
اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد