هل توجد علاقة "منطقية" بين "مقترح" الرئيس التوافقي وبين "شهوة"تأجيل الانتخابات؟
زووم تونيزيا
| الأربعاء، 9 جويلية، 2014 على الساعة 19:01 | عدد الزيارات : 967
هل توجد علاقة "منطقية" بين "مقترح" الرئيس التوافقي وبين "شهوة"تأجيل الانتخابات؟
لو انطلقنا من مسلمة ان الرعاة…
لدوليين والاقليميين للحوار الوطني ولخارطة الطريق الانتخابية منزهون عن العبث(بحكم انهم عقلاء من جهة تحديد افضل الطرق لضمان مصالخهم المادية والرمزية ومصالح وكلائهم المحليين معها)، فان علينا ان نبحث عن علاقة "منطقية" بين المقترح النهضوي الداعي للتوافق على رئيس تونس القادم، وبين "شهوة"نداء تونس على لسان زعيمها ، تلك الشهوة الداعية الى تاجيل الانتخابات. ولكن بحثنا يجب ان ينظر الى حركة الواقع وتوجهاته الكبرى وليس الى بنود خارطة الطريق التي لا تزيد قيمتها عن قيمة الحبر الذي كتبت به. فهل هناك تعارض حقيقي بين هذين المطلبين ام انه تناقض ناتج اما عن فهمنا لمعنى الرئيس التوافقي ولاليات الةصول اليه، او ناتج عن سوء فهمنا للمقصد الحقيقي من اقتراح تاجيل الانتخابات او حتى من سوء فهمنا للمقترحين معا، باعتبار انهما معا يمثلان خارطة الطريق التوافقية التي ستحكم تونس بها في السنوات القادمة ؟
لو عدنا الى المسلمة الاولى وتذكرنا ان التوافقات المحلية ليس لها من معنى او قيمة خارج الغطاء الاقليمي والدولي، وتذكرنا ايضا ان سقف الحرية المسموح به لجميع الفاعلين الكبار(بما في ذلك النهضة ونداء تونس) لا يمكن ان يخرج عن استراتيجية الرعاة الدوليين (خاصة الاتحاد الاروبي والولايات المتحدة)، لو تذكرنا ذلك كله فعلينا البحث عن تفسير للتناقض الظاهر بين التنازل النهضوي والتصعيد الندائي، اي بين مطلب التوافق حول شخصية الرئيس دون المساس بالمسار الانتخابي ودون الحاجة الى تاجيلها،وبين مطلب التاجيل الذي قد يكون مدخلا ملكيا للانقلاب على الاستحقاق الانتخابي برمته...هل هناك تناقض حقيقي هنا؟
ينبع التناقض "الظاهر" من افتراضنا ان المقترح النهضوي لا يرتبط بحزمة من المقترحات الاخرى التي اشار اليها قياديو مونبليزير في اكثر من مناسبة(مثل ضرورة تواصل المرحلة الانتقالية و عدم الاعتراض على تحكيم منطق التوافق لا منطق الصناديق والتمثيلية الشعبية ، بل حتى امكانية مواصلة حكومة التكنوقراط لعملها بعد الانتخابات القادمة)، وهذه الحزمة من المقترحات تفرض علينا ان نطرح السؤال التالي: مادامت النهضة على يقين من انها لن تستطيع الحكم من منطلق ارادة الناخبين مهما كانت تمثيلتها في مجلس الشعب القادم، بل مادامت تعلم انها ستبقى خارج السلطة الفعلية وهو ما استبقته بالتعبير عن استعدادها للتخلي عن القصبة لصالح التكنوقراط ، فماذا ستربح هذه الحركة اذا ما هي ربحت الانتخابات التشريعية القادمة؟ اليس من الافضل لحركة النهضة حسب المعطيات السابقة ان يواصل المجلس التاسيسي عمله لكن ضمن شروط"توافقية"قد تجعلها تكسب اكسر من اي انتخابات تشريعية لا يمكن ضمان نتائجها ولا تفعيلها على ارض الواقع السياسي؟
لو فكرنا بهذا المنطق البراغماتي(الضامن لاعادة انتاج النظام القديم مع التوسيع الجزئي لقاعدته الاجتماعية والجهوية من جهة،ومع التغيير الجزئي لشرعيته السياسبة من جهة ثانية، فان مقترح السبسي الداعي لتاجيل الانتخابات لن يكون معارضا لمقترح الرئيس التوافقي بل داعما له. فالرئاسة التوافقية لا معنى لها واقعيا الا خارج الافق الانتخابي ، ولا معنى لاجراء انتخابات تشريعية لن يكون لها اي مفاعيل حقيقية، وذلك بحكم انها لا تستطيع ممارسة السلطة خارج ارادة اللوبيات المهيمنة على الحوار الوطني وخارج الطريق(وبالتحديد خارج ارادة سادتهم الاقليميين والدوليين). ولو شئنا تلخيص كل ما تقدم بصورة لا تحتمل التاويل الفاسد لقلنا ان "شهوة" السبسي هي مجرد صدى ل"مقترح" النهضة، وان المطلوب الحقيقي هو راس السيد منصف المرزوقي ومؤسسة الرئاسة ( مع اقتسام الحكم بين التجمع والنهضة على الاساس "التوافقي"المهيمن على المشهد السياسي الحالي وتاجيل الانتخابات الى اجل غبر مسمى ، وترك المجلس التاسيسي لممارسة السلطة في "القضايا الصغرى" ،اما "القضايا الكبرى" فستكون من مشمولات التوافقات التي تقع باشراف اقليمي ودولي، وليس على حكومة التكنوقراط ولا "ممثلي" الارادة الشعبية الا تطبيق تلك التواققات وتزكيتها وتعميدها بشرعية كاذبة )
هل مازل هناك تناقض حقيقي في هذه المسالة؟ اترك للقارئ ان يجيب عن هذا السؤال بما يراه الاكثر قدرة على اقناع عقله او على اشباع حاجاته النفسية...اماكاتب هذه السطور فانه لا يملك الا ان يقول عن الخلاف الظاهر بين النهضة والنداء الا ما قال النفري في مقام اخر:" ما لم ترني من وراء الضدين رؤية واحدة لم تعرفني"...فهل نحن فعلا نعرف العقل الاستراتيجي الذي ليست"مقترحات" النهضة و"شهوات"النداء الا تجليات"تكتيكية" له؟