المنْدسُّ في تونس ؟!!
زووم تونيزيا
| الأربعاء، 18 جوان، 2014 على الساعة 03:15 | عدد الزيارات : 882
المنْدسُّ في تونس ؟!!
شاهدت فيلم المندسّ و اطّلعت على تصريحات هيلاري كلينتون .. فاردت تسجيل بعض النّقاط:
1. لا…
ختلف الامر بين تونس و مصر كثيرا.. هناك و هنا، نظام المصالح لم يستسلم رغم الضّربات الّتي لحقته في محطّات عدّة.. 14 حانفي .. 23 اكتوبر .. فشل محاولات الانقلاب في مرّتين على الاقلّ...
2. عندما كنّا نتحدّث عن اضرابات بخلفيّة سياسيّة ( و الترويكا كانت مخيّرة بين امرين: امّا الاستجابة للمطالب الّتي ترهق ميزانيّة الدّولة او غضّ الطّرف عنها لتكون الحكومة غيرَ وطنيّة وغير مهتمّة للعمّال و الموظّفين ) او قطع الطّرقات الّذي عايّنا في كثير من الاحيان وقوف عناصر تجمّعيّة او جبهويّة بالاساس وراءه ( والتّرويكا مخيّرة بين امرين كالعادة: الضّرب بقوّة لانهاء هذه المظاهر الّتي ينفّذها فقراء مهمّشون او اصحاب قضايا وحقوق.. والامر يعيد الى الاذهان صورة المستبدّ الرّاحل منذ حين .. او ترك الامر مستفحلا فتحلّ اللّعنة عليها ويترحّم المواطن والمسافر على ايّام بن علي ..ايّام الامن و الامان )
اقول عندما كنّا نتحدّث عن هذا ..كنّا نُتّهم بانّنا مناصرون للنّهضة او المؤتمر و انّنا لا نرى الحقيقة.. وانّ نظريّة المؤامرة مسيطرة على اذهاننا.. و يتّهمكَ بعضهم بانّك نسيت قضايا شعبك و انّك تشبه التّجمّعيّين.. و كثير من العبارات الاخرى!!!
نفس الامر او هو اسوا منه كان في عهد مرسي.. نفس الاشخاص الّذين كانوا بلطجيّة الدّاخليّة في 25 يناير.. تقدّموا صفوف الاحتجاجات المعيشيّة .. ثمّ صفوف ارحل و تمرّد و كمّل جميلك... ثم ثوّارًا بباردو.. عفوا.. ثوّارًا مساهمين في 30 يونيو المجيدة!!
3. نقطة اخرى.. هي البرامج التّنموية.. و هنا كذلك سجّلنا تعمّدا في عدم تنفيذ كثير منها.. اليوم في تالة مثلا.. مشاريع لم ينجز منها ايّ شيء رغم انّها تعود الى ميزانيّة 2012 و 2013.. وبعض التّعطيل مفتعل .. محلّيا و جهويّا و مركزيّا.. حتّى تكون المنطقة كافرة بالثّورة التي اتت.. و تكون شعلة يستعملها اصحاب المصالح متى شاؤوا... تذكّروا معي ما صار في 08 جانفي 2014 .. حينها عمل البعض على تعبئة شباب المنطقة بدعوى عدم وجود اثار لانفراج تنمويّ.. و بانّ الجهة تُعاقب من طرف التّرويكا.. فكان ردّ الشّباب الغاضب قاسيا.. عنيفا.. طبعا رايناهم شبابا محقّا في مطالبه.. لكنّ الكواليس و العناصر الّتي عملت على تاجيج النّار لم تكن تهدف الى مصلحة الجهة.. كانت تخدم من جهة اجندا اطراف سياسيّة.. تمكنت من تحريك ما لا يقلّ عن ثلاث جهات حينها.. من اجل اخراج حكومة العريّض في صورة المنهزم.. و من جهة اخرى كانت تخدم اجندا عصابات اقلقها وجود رئيس منطقة الشّرطة حينها!
اعود قبل ذلك التّاريخ باشهر .. فاتذكّر ان اضرابات عامة خاضتها الجهة .. من تصدّرها حينها؟! اتحاد الشغل؟! اتحاد الشغل حينها عصا بيد الجبهة الشعبية و التجمع لضرب الترويكا.. هذا بديهيّ.. لكنّ تحرّكات اخرى تصدّرها بعض الشّباب الغيور على المنطقة.. اندسّت وسطهم عناصر تجمّعية و اخرى ساقطة اخلاقيّا.. تعمل بالاجرة.. كلّما اخذت تحرّكت و حرّكت.. حين انتهى برنامج مموّليهم انتهوا و عادوا الى السّكون في انتظار اموال اخرى.. اذْ يفترض المنطق ان تتواصل الاحتجاجات مادامت الامور لم تتغيّر كثيرا !
اقول هذا و بالقلب كثير من الالم.. حين ارى بعض احلامنا وقد خابت.. و لكنّ الامل في الله و بالله هو الّذي يحيينا و يسعف القلب المتالّم.. اذْ له الامر من قبلُ و من بعدُ !