الانتخابات رهان ثوري و مادونها باطل في هذه المرحلة
زووم تونيزيا
| الثلاثاء، 29 أفريل، 2014 على الساعة 01:14 | عدد الزيارات : 897
تحدثت مع بعض اصدقائي حول ما كنت قد كتبته في اليومين الفارطين على حائط صفحتي أو في بعض المقالات فيما يتعلق…
تقريع الشباب المشاكس افتراضيا و الغائب عمليا و ميدانيا . ثم واصلنا الحديث في قراءة سريعة للواقع السياسي، بعد ان اقررنا بضرورة اعادة قراءة الحراك الثوري منذ 17 ديسمبر من جديد و بتجرد و موضوعية ..
لقد احترزت منذ البداية على تجريم الأحزاب و الشباب سواءا مع اعترافي باﻷخطاء التي ارتكبها كلاهما مثلما كان للشعب في عمومه نصيب من الزلات و الهفوات من حيث كثرة مطالبه و قلة عطاءه ووعيه.
انه من الجحود و الاجحاف ان نرمي طرفا بعينه بوابل من التهم و النعوت دون غيره و هنا يحضرني قول المسيح حين أراد بعض أنصاره رجم المرأة الزانية فقال لهم من لم تكن له منكم خطيئة فليرجمها ...
بل انني لازلت أؤكد على ضرورة تآزر قوى الثورة و تداعمها و ليس بالضرورة في شكل تحالفات سياسية أو تنظيمية و لكن يمكن ان يتحقق ذلك أيضا عبر العمل و الجهد الوطني كل من مكانه مع الكف عن المزايدات و التراشق بالشعارات الفضفاضة و التهم الخاوية .
انها مرحلة البناء بامتياز و حسن ترتيب الاوليات . أحيانا يكفي ان نخطئ في ترتيب أولوياتنا لنكون مجرمين أو حمقى . و هذا الترتيب يجب ان يكون على مستوى تصنيف القوى السياسية و الحزبية حسب نسبة تهديدها للثورة ثم يكون على مستوى أولويات المرحلة حسب الأهمية و الاستحقاقات ..
أعتقد انه من السهل التجني على بعضنا البعض و استعراض المبادئ و القيم على طاولة المزايدات و لكن من العسير و المكلف ان نجتهد في فهم المرحلة و استحقاقاتها و ان نسعى لنكون جزءأ من البناء لا جزءأ من الجماهير المتفرجة. و المتفرج فارس كما يقولون .
ان صراط الثورة المستقيم الان هو انجاز الانتخابات في ظروف طيبة و تحقيق الاستقرار السياسي و الاجتماعي الدائم بعد الخروج من فترة المؤقت و الانتقالي و المضي للعمل وفق برامج طويلة المدى الى حد ما .
و لعله يعترضنا في طريق صناديق الاقتراع و موعدها القريب ما لا يسرنا من أحداث و وقائع اغلبها مفتعل و مصنع، أراها فخاخا و مطبات للحيلولة دون تحقيق هذا المكسب العظيم بعد الدستور ..
و من المعيب ان نهتم بالجزئيات على حساب الكليات فنكون أصحاب نظرات قاصرة و همم متآكلة ..
من كان يؤمن بالثورة فليشمر عن ساعديه و ليعانق وطنه بالعمل و العطاء و الكف عن التظلم و البكاء لأن الحقوق تفتك و لا تهدى، و للثورة أعداء كثر يتربصون بها .