دروس من مؤتة وخالد...
زووم تونيزيا
| الثلاثاء، 15 أفريل، 2014 على الساعة 15:15 | عدد الزيارات : 890
بقلم: العربي القاسمي
عند مدينة مؤتة توقف المسلمون وكان عددهم ثلاثة آلاف وعدد الغساسنة والروم مئتا الف. اختار…
لمسلمون بقياده زيد بن حارثة، الهجوم على المشركين وتم الهجوم بعد صلاه الفجر وكان اليوم الأول هجوما قويّا وانتهى لصالح المسلمين بسبب ان الروم والغساسنة لم يتوقعوا من جيش صغير البدء بالهجوم، وفي اليوم الثاني بادر المسلمون أيضا بالهجوم وانتهى أيضا لصالح المسلمين وقتل كثير من الروم وحلفائهم إلى اليوم السادس حيث بادر الروم بالهجوم وكان أصعب وأقوى الايام وفيه استشهد زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحه واختار المسلمون خالد بن الوليد قائدا لهم.
أمر خالد الجيش ان يخطو خطوة للأمام وخطوتين إلى الوراء لكي يتفاجأ العدوّ بالجيش الجديد اراد بذلك ان ينسحب وينجوا بجيش المسلمين بدون خسائر فاعتمد في خطته على الحرب النفسية حيث أمر عددا من الفرسان بإثارة الغبار خلف الجيش، وتعلو اصواتهم بالتكبير والتهليل، كذلك قام بتبديل الرايات بحيث جعل المقدمة مؤخرة والميسرة ميمنة، وكان ذلك لكي يظن الروم ان مددا كبيرا وصل المسلمين من المدينة ،ثمّ هجم خالد على الروم وقاتل حتى وصلوا إلى خيمه قائد الروم ثم امر بانسحاب الجيش بطريقة منظمة فشكّ الرّوم أنّ خالدا قد نصب لهم كمينا فلم يتبعوه في انسحابه، وادرك الرّوم بعد فوات الأوان انهم وقعوا في الخدعة، ولكنهم لم يستطيعوا اللحاق بالمسلمين، وعاد الجيش إلى المدينة المنورة سالما معافى بأقلّ الخسائر.
"تبديل السّروج فيه راحة" وأحيانا يصبح ضرورة خاصّة إذا كان المخزون والمدد متوفّر لدى القائد ولم يكن في حاجة إلى مناورة أو خدعة بل هوّ يتعمّد دفع دم جديد في روح منسوبيه ويعطي فرصة لبعض القادة للإستراحة والتّأمّل والمراجعة ولبعض القادة الآخرين ليتقدّموا ويتحمّلوا المسؤوليّة ويبدعوا بتجديد الخطاب وتنويع الأداء وشدّ أفئدة النّاس من جديد ... مؤتة وخالد درس المرحلة دون شكّ ولا ريب فهل من يعي الدّرس؟