إيمان الجزيري : إقناع الناس ..
زووم تونيزيا
| السبت، 22 فيفري، 2014 على الساعة 20:50 | عدد الزيارات : 932
ليس من السهل اقناع الناس .. بل ليس سهلا أبدا أن تتمكن من التوصل الى اقناع بني جلدتك بأن يتغيروا أو على الأقل أن…
راجعوا أفكارهم . ليس من السهل أبدا أن يقبل الناس الانتقال من حال الى حال بسهولة ... ليس من السهل ان يفتحوا عيونهم ليبصروا ليس من السهل ان يراجعوا موروثا أثثوا به عقولهم سنين عددا و بنوا به ومن خلاله نظريات و اقسموا انها ثابتة .. الناس تميل الى الراحة وتركن الى الخمول .. فذلك أقل كلفة و أقل خسائر .. وأقل اجهادا وإعمالا للفكر والساعد.. هم لن يظطروا للتفكير ولا تكدير عقولهم ووجدانهم ولا وجود لاحتمال "الاستشهاد" في ساحات النضال او تذوق "متراك" البوليس او عقد صداقة مع بلاط زنزانة باردة مظلمة .. الناس هم الناس.. يظنون ان الانتهاء من الثورة هو خلاصهم هو جنتهم الموعودة عن هذا الواقع المبهم الملتبس .. يعتقدون واهمين انهم ينشدون الخلاص من الشرك ( بفتح الشين ) وانهم مقبلون على ايام العز وأكل الوز ... كم الادراك مغلوط والسم مدسوس بين جنبيه .. هم في قرارة انفسهم مدركون وواعون بأنهم واهمون لكن الناس تعودت التعلق باللقمه البارده وتبني القول : ليس بالامكان احسن مما كان .. أهمس في آذانهم بلطف وأقول .. انه بتبني هذا القول و اتباع هذا النهج دفعنا ضريبة نصف قرن من الاذلال المواطني و العيش بلا كرامة و تنشقنا التهميش الجهوي حتى اختنقنا و شربنا القهر الفكري و التفقير الممنهج و الضحك على الذقون حتى شرقنا.. أنا لا أدعوكم للفعل .. أنا لا أعرض عليكم مقترحا .. أنا أخبركم أنه ليس أمامنا خيار.. ليس أمامنا إلا خيار الفعل خيار السعي بجد و التعب حد الاستشهاد .. و أن نهب هبة لا ننحني بعدها أبدا .. مازالت السجون تدعونا والموت يشتاقنا و الجوع يتهددنا والبطالة تتربص بنا ... مازالت الحاويات المنسية تنتظرنا للاقتتات منها .. لن نخاف... لن يذلنا توجسس الافضع.... ولن يثنينا التهديد ولن نختار الهوان بديلا عن الكرامة .. لن نساوم ولن نقبل بان يخيرونا بين العيش كأسياد عبيد وبين العيش كأسياد أحرار ..نحن من نضع شروط الانتصار وملامح غدنا وغد أبنائنا ..مازالت الشوارع تنادي خطواتنا كي ندكها دكا .. ما زلنا لم ننجز ما يجب ان ينجز .. لم نتملك بعد بثرواتنا .. لم نحرر اعلامنا ولم نحرر الكلمة .. لم نثأر لأم الشهيد و للوليد اليتيم .. لم نفك القيود بعد من معصم شبابنا و لا من عقولهم .. المنجز مازال لم ينجز فكيف نركن ونهادن .. نحن لم نتعب بعد .. نحن لن نقاوم بعد .. نحن لم نستشهد بعد ..نحن لم نتحرك بعد ... والله هذا هو الوقت المناسب للثورة ... ما فات كان جس نبص ومفتحات .. الآن وليس في أي آن مطالبون بالانجاز والفعل .. ليس بالحجر ولا بالصراخ ولا بالرصاص .. بل بالفعل الايجابي و افتكاك ماهو لنا ... لو نؤمن فقط ولو قليلا بأننا اصحاب حق و انا تونس لنا ..لأنجزنا ثورة حقيقية وما عادوا أبدا ... في هذا الوقت بالذات نحن لسنا مخيرين .. إما نكون أو لا نكون .. و التاريخ لا يرحم ولا ينسى .