إن التاريخ يحاول أن يعيد نفسه في أبشع تفاصيله
زووم تونيزيا
| الاثنين، 16 سبتمبر، 2013 على الساعة 15:58 | عدد الزيارات : 980
إن التاريخ يحاول أن يعيد نفسه في أبشع تفاصيله،
بالأمس كان الشعب التونسي يناضل، البعض بقلمه، والبعض بماله،…
البعض بسلاحه، والبعض بدماءه. من أجل قضية عادلة إسمها التحرر الوطني، ليس لتونس فقط بل لكامل المغرب العربي.
و مقابل المناضلون، كان هناك المفاوضون! المتعطشون للسلطة، يفاوضون على بيع القضية في الغرف المغلقة، و باعوا حلم التحرر الوطني بوهم إسمه الإستقلال، و عوض أن نحكم أنفسنا بأنفسنا و نتحكم في ثرواتنا، و نقرر مصيرنا و نحدد خياراتنا... تحولنا من الإحتلال المباشر إلى الإحتلال بالوكالة... وتبخرت أحلامنا... و مررنا من قمع و سرقة المحتل إلى قمع و لصوصية الدكتاتورية، المفاوضة، الحاكمة بأمر فرنسا.
واليوم الشعب التونسي المناضل و الثائر من أجل إستكمال ملحمة التحرر الوطني، ليس لتونس فقط بل لكامل العالم العربي. يجد من جديد المفاوضون في طريقه، يتفاوضون مرة أخرى على على بيع القضية في الغرف المغلقة، يبيعون حلم الثورة بوهم الإنتقال الديمقراطي، و عوض أن نسترجع قرارنا الوطني، و نحاسب من نهب ثرواتنا و قمع حرياتنا، و نرسم خياراتنا الإقتصادية، و تحالفاتنا الإستراتيجية... يحاولون سرقة أحلامنا... و نمر من قمع و سرقة الدكتاتور، إلى إستبداد و نهب الديمقراطية، المفاوضة، الحاكمة بأمر فرنسا، و أمريكا، و الأمم المتحدة، و صندوق النقد الدولي، و منظمة التجارة العالمية... وحتى إسرائيل!
لقد سرقوا أحلام آبائنا، و لا يجب أن نتركهم يسرقون أحلامنا. و مثلما يجب أن نتصدى لمحتل اليوم، فيجب أن نتصدى: لبيوع اليوم، و قواد اليوم، و صبايحي اليوم، و حركي اليوم، و متورن اليوم، و جندرمي اليوم... حتى لا يعيدوا لنا مأساة الأمس.
فما أشبه اليوم بالأمس