الجريمة.. صورة القاتل / محمد ضيف الله
زووم تونيزيا
| الخميس، 14 فيفري، 2013 على الساعة 11:16 | عدد الزيارات : 1025
في قضية اغتيال شكري بلعيد، تم اليوم الكشف عن الصورة التقريبية للجاني وهي أول عنصر في القضية يقع تقديمه…
لرأي العام بعد ستة أيام من ارتكاب الجريمة، وهذه الصورة تظهر أن الجاني كان مكشوف الوجه عند ارتكاب جريمته. ولا شك أنه تمت الاستعانة في رسمها بالسائق الذي كان يبعد عنه بضعة أمتار. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يتخلص الجاني من الشاهد أي السائق حتى يقطع الخيط الذي يوصل إليه خاصة وأنه ترك وجهه مكشوفا؟
الجواب عن ذلك أن الجاني لم يكن يخشى السائق، وهذا يقود إلى إحدى فرضيتين:
-الفرضية الأولى: أن الجاني كان مطمئنا إلى أن السائق لن يدلي بما يفيد في الكشف عنه. وهذه الفرضية تفضي إلى وجود تواطئ بين السائق من جهة والجاني أو من يحركه من جهة ثانية، بما يبرر عدم لجوء الجاني إلى توجيه رصاصة قاتلة إلى السائق حتى يقطع كل إمكانية للوصول إليه. انتماء السائق إلى نفس التيار الذي ينتمي إليه بلعيد، لا يعني مطلقا استبعاد هذه الفرضية، ذلك أن السائق قد يكون خضع إلى ضغوطات أو إغراءات أو أدخل في منطق حسابات، لا يهمنا ذلك، إلا أن هذه الفرضية قد تقود إلى التساؤل هل كانت الصورة التقريبية التي استعين في رسمها بالسائق، مطابقة بالفعل إلى صورة الجاني، أم أنها دون ذلك. وما أرجوه أن تكون الصورة قد رسمت اعتمادا على أكثر من شاهد واحد.
- الفرضية الثانية: أن الجاني لم يكن يهمه أن يدلي السائق بما يفيد في رسم صورته. وطبقا لهذه الفرضية فالجاني لا يمكن أن يكون تونسيا، بحيث أنه سيبقى بعيدا عن أعين وعن قبضة الأمن التونسي حتى لو كانت صورته التقريبية دقيقة. ولابد من التذكير هنا إلى أن هناك العديد من الأطراف الخارجية التي يهمها أن يفشل الانتقال الديمقراطي وأن تسود الفوضى والتحارب في تونس حتى لا تكون نموذجا لبلدان أخرى، وحينئذ ليس من الصعب أن يكون الأمر من تدبير مخابرات أجنبية قريبة أو بعيدة.
د. محمد ضيف الله
مواطن يهمه الكشف عن الجناة