ولكن لا يجب ان ننسى ان المنتخب كان بوسعه حسم المباراة لصالحه منذ الشوط الاول بحكم تباعد مستوى المنتخبين و الافضلية الواضحة للمنتخب التونسي, ومن هذا المنطلق يلام المدرب جورج ليكانز على اختيارته و تخوفه الشديد من الخصم بالرغم من انه لم يشكل اي خطورة على دفاعاتنا طوال المباراة والى حدود انقلاب اداء الحكم اليوم وقع الفأس في الرأس و انسحبنا بفضيحة تحكيمية و يجب من جهة على الجامعة التونسية ان ترد الفعل و ان لا يمر هذا الانسحاب المر في الخفاء و يجب من جهة اخرى تقييم عمل المدرب و المجموعة التي شاركت في الكان من وجهة نظرنا فأن المنتخب التونسي و بالرغم من بعض الثغرات و الاداء المخيب في البداية الا ان المستوى العام تطور و المنتخب اكتسب شخصية قوية و مجموعة جيدة من اللاعبين زادتهم هذه المشاركة خبرة كبيرة و لحمة أكبر الفرق اليوم واضح بين المنتخب الذي شارك في تصفيات كأس العالم و كان بدون شخصية و لا روح و بلاعبين اكلى عليهم الدهر وشرب و بين المنتخب الذي شارك في كأس امم افريقيا فتصدر مجموعته في التصفيات أمام السنغال و مصر و تصدر مجموعته في كأس افريقيا و خرج ضد البلد المنظم بمظلمة تحكيمية التغيير الحاصل في المنتخب شمل المجموعة و الرصيد البشري حيث استغنى المدرب الجديد على بعض اللاعبين الذين شكلوا نقطة ضعف للمنتخب في السنوات الاخيرة بالرغم مما قدموه لتونس ولكنهم لم يعتزلوا بأنفسهم ليضمنوا خروجا من الباب الكبير فقام المدرب بتوجيه الدعوة الى عديد الوجوه الجديدة و شكل اليوم نواة للمنتخب اصبحت واضحة و تمثل العمود الفقري لتشكيلة النسور اضافة الى مجموعة من المواهب الصاعدة التي تبشر المنتخب بمستقبل أفضل هنا يجب الاشادة بدور المدرب ليكانز و الذي احسن التعامل مع المجموعة و الاحاطة بها و تدعيم الثقة بين اللاعبين و التي تضاعفت مع تتالي النتائج الايجابية للمنتخب ولكن الان وقد تحسن المنتخب على مستوى النتائج و الثقة في النفس و تدعمت ثقة الجماهير التونسية في هذه المجموعة و بما ان الوقت متوفر للناخب الوطني والجامعة للتقييم فيجب وضع النقاط على الحروف و التأكيد على ان هذا المنتخب و باللاعبين المتوفرين و الامكانيات الموجودة بمقودره تقديم أداء افضل و لعب الهجوم و التخلي عن استراتيجية اللعب الدفاعي خاصة و ان الفريق الان صار يمتع بدرجة عالية من النضج و الثقة والوقت ملائم لكي يفكر المدرب جديا في تغيير خطته التكتيكية وتحويل امكانيات المنتخب نحو اللعب الهجومي و صناعة اللعب بما ان التزامات المنتخب القادمة مازالت بعيدة و الوقت كافي للمدرب لكي يغير ما يجب تغييره الاهم اذا الان و بعد هذا الانسحاب هو محاولة الاستفادة قدر الامكان من ما صنعته هذه المشاركة من ثقة لدى المجموعة و دعم جماهيري لمحاولة الارتقاء بمستوى المنتخب ولن يمر ذلك الا بالتقييم الايجابي و الاستقرار على مستوى الاطار الفني و المجموعة و التي بمقدورها الذهاب بعيدا في قادم المناسبات