د.حاتم الغزال : طفرة جديدة عرفها فيروس كورونا في اسبانيا
زووم تونيزيا
| الجمعة، 6 نوفمبر، 2020 على الساعة 19:12 | عدد الزيارات : 2627
قال الدكتور حاتم الغزال مختص في علم الأجنة بأن فيروس كورونا عديد الطفرات و لم تكن مؤثرة غير انه من المحتمل ان يكون الفيروس شهد طفرة كبيرة في إسبانيا جعلته شديد الإنتشار
و هذا نص تدوينة الغزال :
حديث الساعة في الوسط العلمي هذه الأيام هو الطفرات التي وقع إكتشافها مؤخرا في جينوم فيروس كورونا و لذلك سوف أحاول أن أفسّر ببساطة ما معنى ذلك و لماذا كل هذا الإهتمام بالموضوع.
• ما هي الطفرات ؟
- فيروس كورونا يحتوي على حمض نووي من نوع RNA و اثناء نسخ الRNA لصناعة آلاف الفيروسات في إحدى خلايا جسم الشخص المصاب قد يقع خطأ في نسخة منها بتغيير في أحد الأحماض النووية المكوّنة لجينوم الفيروس و هو ما يسمى طفرة. إذا نجح هذا الفيروس الذي يحمل الطفرة في التكاثر و في الإنتقال الى أشخاص آخرين فانهم سيكونون جميعهم ناقلين للفيروس الذي يحمل تلك الطفرة. و بالتالي فإن الطفرة تنتشر شيأ فشيأ في تلك المنطقة في نفس الوقت الذي يواصل فيه الفيروس الذي لا يحمل الطفرة الإنتشار أيضا. ( الطفرة الحمراء في الصورة)
- إرتفاع عدد المصابين ينتج عنه إرتفاع في كمية الطفرات التي تظهر مع إمكانية تجميع فيروس واحد لعدة طفرات مع الوقت ( الطفرة الصفراء و الطفرة الحمراء)
- إكتشاف الطفرات يقع بقراءة جينوم الفيروس و هو ليس بالتحليل الروتيني الذي يمكن لكل المخابر القيام به و بالتالي فإن عددا كبيرا من الطفرات الموجودة اليوم خاصة في الدول الغير متقدمة في هذا المجال لم يقع إكتشافها.
• ما هي نتائج الطفرات ؟
- يمكن ان تتسبب في إكساب الفيروس قدرة أكبر على العدوى فينتشر أكثر من الفيروس الذي لا يحمل تلك الطفرات ( الطفرة الصفراء)
- تجعل الفيروس أقل قدرة على العدوى فيختفي الفيروس بسرعة ( الطفرة السوداء)
- بعض الطفرات تجعل الفيروس أكثر شراسة من حيث تصديه لجهاز المناعة.
- بعض الطفرات تجعل جهاز المناعة الذي سبق أن تعرّف على الفيروس بسبب إصابة سابقة غير قادر على التعرف على الفيروس الحامل للطفرة فيصاب الشخص مرة ثانية بالكورونا.
• لماذا كثر الحديث اليوم في الموضوع؟
منذ ظهور الفيروس إلى حد شهر سبتمبر وقع إكتشاف أكثر من 350 طفرة حصلت في فيروس كورونا في مختلف دول العالم. كل هذه الطفرات تعتبر ثانوية و لم تغيّر شيأ لا في سرعة الإنتشار و لا في شراسة الفيروس و لا في الإفلات من المناعة الحاصلة بسبب إصابة أولى.
مع الإرتفاع الصاروخي لعدد المصابين في أوروبا في شهر أكتوبر هناك شكوك حول طفرة ظهرت لأول مرة في إسبانيا و إنتشرت بسرعة في بقية أوروبا بكونها تكسب الفيروس قدرة أكبر بكثير على الإنتشار.
في نفس الوقت ظهرت طفرة ثانية في شمال أوروبا تجعل الفيروس ينتقل أيضا بسرعة ليس بين البشر فقط و إنما بين البشر و الحيوانات. هذه الطفرة يبدو انها ايضا تؤثر بطريقة مختلفة على جهاز المناعة حسب العلماء في الدنمارك الذين نصحوا بقتل كل حيوانات المنك (vison) في المملكة لكون الدنمارك أكبر مربي في العالم لهذا الحيوان الذي ينقل العدوى بالكورونا.
الخوف يتمثل خاصة في إنتشار فصيلة جديدة من الفيروس لا يستجيب لها التلقيح الذي سيصبح جاهزا قريبا و هي ضربة موجعة جدا قد تتلقاها البشرية إذا حصل ذلك و نتمنى أن لا يحصل.
الأمل هو ظهور طفرة شديدة العدوى بحيث تصبح هي الأكثر إنتشارا و في نفس الوقت ضعيفة الأعراض بحيث أنها لا تشكل خطرا على المصابين فتكون بمثابة تلقيح طبيعي و مجاني و لكنه للأسف مجرد أمل.