عام من الإنجازات والمعارك التقنية
زووم تونيزيا
| الخميس، 10 جانفي، 2013 على الساعة 22:30 | عدد الزيارات : 1438
تميز العام 2012 بالمعارك القضائية بين عمالقة التكنولوجيا في إطار ما سمي بحرب براءات الاختراع، كما شهد العام…
نجازات تقنية كبيرة مثل حاسوب مايكروسوفت اللوحي سيرفس وإطلاق ويندوز 8 وكذلك إطلاق هواتف ذكية مميزة مثل آيفون 5 وغلاكسي أس 3، وانتشار الحواسيب اللوحية والحواسيب الهجينة، كما تصاعدت في ذلك العام الهجمات الموجهة وبرز مفهوم الحرب الإلكترونية.
وكان أكثر المعارك القضائية شهرة ما دار بين سامسونغ وأبل، إذ حققت الأخيرة نجاحات مهمة فحصلت على قرار قضائي يمنع بيع عدد مهم من منتجات سامسونغ في السوق الأميركية قبل تراجع القضاء بعد الاستئناف.
كما وجهت شركة أبل ضربة قوية لسامسونغ عندما غرمت أكثر من مليار دولار بدل أضرار عما رأى القضاء أنه انتهاك حقوق براءات اختراع لأبل، لكن الأخيرة فشلت في تحقيق مثل هذا النجاح ضد سامسونغ خارج الولايات المتحدة فاستمرت في حصد ثمار إبداعاتها في مجال الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة.
والمتابع يعرف أن استهداف سامسونغ ما هو إلا وسيلة لاستهداف المنافس الأقوى وهو غوغل التي تقف وراء نظام التشغيل أندرويد المنافس الرئيسي لنظام آي أو أس المستخدم في أجهزة أبل المتنقلة والذي أصبح يتربع على عرش أكثر أنظمة الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية انتشارا في العالم، نظرا لأنه مفتوح المصدر ومجاني، ورغم أن أبل لم تقاض غوغل مباشرة فإنها تقدمت بدعاوى ضد العديد من حلفائها مثل سامسونغ وإتش تي سي وموتورولا موبيلتي المملوكة لغوغل.
كما تميز هذا العام بعمليات الاستحواذ العديدة التي تبتلع فيها الشركات الكبرى تلك الصغيرة أو التي تعاني وضعا ماليا صعبا، بهدف أساسي هو استغلال نجاح تلك الشركات في مجالات معينة أو الاستفادة من براءات الاختراع التي تملكها في حروبها ضد الشركات الأخرى، فابتلعت غوغل شركة موتورولا موبيليتي وشركة "فيودل" المتخصصة بتقنيات التعرف على الوجوه، كما استحوذت فيسبوك على شركتي إنستاغرام وفيس، وكذلك ابتلعت مايكروسوفت شركة سكايب وشبكة يامر للتواصل الاجتماعي، وغير ذلك الكثير.
عام الإنجازات
ويرى البعض أن 2012 كان عام أبل دون منازع بفضل الإنجازات الكثيرة التي حققتها هذا العام، سواء من حيث عدد الابتكارات التي سعت للحصول على ملكيتها، أو المنتجات المميزة التي أطلقتها.
لكن آراء أخرى ترى أن هذا العام هو عام مايكروسوفت التي أدركت أهمية السوق المتنقلة وانتشار الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية وتراجع مبيعات الحواسيب المحمولة والشخصية، فخرجت بنظام التشغيل ويندوز 8 ليلائم كل هذه الوسائل معا، ولم تكتف بذلك بل دخلت عقر دار مصنعي العتاد وأنتجت حاسوبا لوحيا يحمل علامتها التجارية.
في حين يرى آخرون أن هذا العام هو عام غوغل الذي أصبح نظام تشغيلها "أندرويد" أكثر أنظمة التشغيل انتشارا، كما أنها خرجت بالعديد من الابتكارات المهمة مثل السيارات ذاتية القيادة، ونظارات الواقع المعيش، وكذلك إطلاق خدمات إنترنت جديدة بعضها يأخذ المستخدم إلى أعماق البحار، والآخر يأخذه لاستكشاف الكواكب، وكذلك إطلاق خدمة البحث الدلالي وغير ذلك العشرات من الخدمات، يضاف إليها إطلاق هواتف وحواسيب نيكسوس اللوحية التي تحمل علامتها التجارية.
ويعد آخرون هذا العام مميزا لشركة سامسونغ التي خرجت بأفضل الهواتف الذكية مبيعا هذا العام وهو غلاكسي أس 3، وكذلك هاتف غلاكسي نوت 2 الذي يعد حاسوبا لوحيا بهيئة هاتف، وهاتف غلاكسي أس 3 ميني إضافة إلى تصنيع العديد من الحواسيب اللوحية والمنتجات الرائجة كالشاشات والتلفزيونات الذكية التي بدأت تكتسح السوق.
وتأكد في هذا العام انحسار تأثير شركات كبرى ذات أسماء لامعة مثل نوكيا التي تكبدت خسائر كبيرة، لكن انتقالها إلى نظام ويندوز فون 8 وإنتاجها هواتف مميزة تعمل بهذا النظام قد يمثل طوق النجاة لها، وكذلك شركة ريسرتش إن موشن صاحبة أجهزة بلاك بيري التي كانت ذات صيت كبير لكنه كاد يختفي عام 2012، حيث أخذت خسائرها تتصاعد في ظل هيمنة متزايدة للشركات الأخرى مثل أبل وسامسونغ، وهي بانتظار إطلاق نظام التشغيل الجديد بلاك بيري 10 على أمل أن يسعفها.
الحواسيب اللوحية
أما أبرز ما ترسخ هذا العام فهو انتشار الحواسيب اللوحية، حتى بات من المؤكد أنها ستحل محل الحواسيب المحمولة، خاصة مع إطلاق الحواسيب الهجينة التي تجمع بين اللوحي والمحمول وازداد انتشارها بفضل نظام ويندوز 8 الجديد، وساهم بانتشار الحواسيب اللوحية جهازا آيباد وآيباد ميني من أبل، وحاسوب سيرفس من مايكروسوفت، كما لا ننسى شركة أمازون التي فتحت الطريق واسعا أمام الحواسيب اللوحية المصغرة بإنتاجها سلسلة حواسيب كيندل فاير رخيصة الثمن.
وفي هذا العام حققت شركات مواقع التواصل الاجتماعي إنجازات باهرة مثل موقع فيسبوك الذي تجاوز عدد مشتركيه مليار مستخدم ناشط شهريا، كما تخطى غوغل بلس حاجز المائة مليون مستخدم ناشط شهريا، وحطم تويتر أرقاما قياسية في عدد التغريدات وكذلك يوتيوب.
وفي هذا العام احتفلت خدمة رسائل الجوال القصيرة بعيدها العشرين. كما شهد هذا العام تصاعدا في الهجمات الإلكترونية التي استهدفت مواقع شهيرة مثل لينكد إن، وبرز في هذا العام مفهوم الحرب الإلكترونية خاصة أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويتوقع أن تشهد السنوات القادمة مزيدا من التوهج في عالم التقنية، وتصاعدا في الحروب الإلكترونية، وما على المستهلك إلا أخذ الحيطة والحذر وتوقع الأفضل.