إيكر كاسياس: "بكيت بشدة وكنت أواجه صعوبة في النوم بسب إبعادي عن تشكيلة الريال"
زووم تونيزيا
| السبت، 29 جوان، 2013 على الساعة 13:09 | عدد الزيارات : 863
في حوار له مع موقع "الفيفا" تطرق إيكر كاسياس حارس المنتخب الإسباني للحديث عن الفترة العصيبة التي تجاوزها عقب…
لإصابة التي تعرض لها مع فريقه ريال مدريد هذا الموسم والتي أبعدته عن ميادين اللعبة لمدة خمسة أشهر كاملة،
واعترف أنه بكى من شدة الصدمة كونه لا يرغب أن يكون بعيدا عن ناديه المحبوب الذي يتطلع أن ينهي مسيرته الكروية معه، إيكر لم يخف خلال حديثه أن الهيمنة الإسبانية على الكرة العالمية قد تنتهي يوما ما، وأكد أن هذا المنتخب هو من صنع الضغط لنفسه والجميع ينتظر تعثره بشغف لانتقاده، لكنه بعث رسالة قوية لعشاق الكرة المستديرة أن الإسبان لن يملوا ولن يشبعوا من الفوز ومستعدون للتحديات المقبلة
تجاوزت فترة عصيبة تبدو من أسوأ الذكريات التي عشتها طيلة مسيرتك الكروية في الملاعب، والمباراة الأولى التي لعبتها في بطولة كأس القارات شبيهة ببداية المشوار، أليس كذلك؟
هي حقا تجربة صعبة تجاوزتها بسرعة، ليس من السهل أن تبقى بعيدا عن الملاعب والمنافسة لفترة خمسة أشهر، أنا لم أستطع تحمل تلك الصدمة، لكن بعد تلك الفترة يحتاج المرء لبعض الوقت حتى تعود المياه إلى مجاريها، لكن لحسن الحظ لقيت تضامنا واسعا من أقاربي، أصدقائي، الجماهير الإسبانية والمدرب، هذا الأمر كنت بحاجة إليه ويبدو مهما لكل لاعب مهدد بتجاوز المرحلة التي سبق وأن عشتها في ريال مدريد، كوني كحارس مرمى كنت بحاجة إلى استعادة الثقة عن طريق اللعب والمشاركة في المباريات، حيث تمكنك هذه الفرص وهذه الثقة التي يضعونها فيك من العثور على ذاتك والعودة إلى مستواك إنها فترة صعبة حقا أتمنى أن لا يتجاوزها أي لاعب في المعمورة.
المباراة الأولي لك أمام الأوروغواي تبدو كأحسن ذكرى لك في مشوارك، كيف كان شعورك وأنت تداعب كرة القدم للمرة الأولى في الميدان وأمام جماهير عريضة في المدرجات؟
أعتقد أنه بمثابة تحد جديد، بدا لي وكأني في بداية مشواري وبحاجة لكسب ثقة الآخرين، الكرة الأولى التي استقبلتها يدي كانت لحظة قوية وصعبة بالنسبة لي، خاصة وأنا أتساءل ما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك، في الواقع، انتابني شعور جيد، لم أكن مرتبكا، رغم أنني كنت أعرف بأن كل الأنظار ستكون مصوبة نحوي، لذا حاولت أن أتجرد من كل شيء، وأن أركز فقط على تقديم أفضل ما عندي ومساعدة رفقائي للفوز بالمباراة، ربما تجربتي الطويلة في ميادين كرة القدم ساعدتني في تلك اللحظة على استعادة الثقة التي كنت بحاجة إليها مجددا.
المنتخب الإسباني حقق إنجازات تاريخية في السنوات الأخيرة ولطالما كنت أنت القائد الذي يحمل الكأس عاليا، هل فكرت أثناء هذه الفترة العصيبة التي تجاوزتها أنك لن تعيش هذه اللحظة مجددا؟
ليس سهلا أن يخبرك الطبيب بأنه لديك كسر في اليد، حينها تشعر أنك انتقلت إلى مرحلة أخرى، وتبادر إلى ذهنك بعض الشكوك، لكن أنا محظوظ كوني تعافيت بسرعة، لأني وقتها كنت أعلم أني إن لم أشارك مع فريقي ريال مدريد، فمن المؤكد أن يتم استبعادي من المخططات المستقبلية للمنتخب الإسباني، لكن ديل بوسكي كان دائما يسأل عن حالتي، الأمور تطورت بسرعة وتمكنت من تجاوز الفترة الصعبة التي دفعت ثمنها غاليا أعتقد بأنها أفضل من ذي قبل "يضحك".
لكن فور تعافيك من الإصابة وجدت نفسك في مقعد الاحتياط مع فريقك ريال مدريد، كيف تعاملت مع هذه الوضعية التي لم يسبق وأن عشتها من قبل؟
في البداية فكرت في مصلحة الفريق واحترمت خيارات المدرب كوني عائدا من الإصابة ولا يحق لي بمكانة أساسية، لا أخفي أني بكيت وعانيت كثيرا وعشت لحظات صعبة جدا، كنت ألاقي صعوبة في النوم، لا شيء لأني أعشق ريال مدريد ولا أرغب أن أكون بعيدا عن إنجازاته، أنا مدريدي حتى النخاع.
في تلك الفترة لقيت تضامنا واسعا من طرف زملائك، هل كنت تنتظر مثل هذه الالتفاتة، وهل تفاجأت بدعم أحد منهم على وجه الخصوص؟
لا لم أكن أنتظر كل هذا التضامن، الجميع حاول مساعدتي في رحلة التعافي من الإصابة كان موقفا رائعا من طرف البعض، كما أنني دائما ما أحاول أن أحترم الجميع في ملاعب كرة القدم، وهو أمر لم أتعود عليه في مسيرتي، علي تقبل ذلك والعمل بجد والتحلي بالصبر وانتظار الفرصة، هذا أمر عادي والفترة العصيبة التي تجاوزتها هي جزء من حياة لاعب كرة القدم.
هل فكرت يوما ما في مغادرة الريال؟
لا أخفي أني أتطلع للاعتزال في ريال مدريد هذا النادي هو عائلتي الثانية ولا أرغب أن أكون بعيدا عنه، لكني سأحترم خيارات المدرب ولن أعارض قراراته كونه في الأخير يبحث عن مصلحة هذا النادي الذي أعشقه حتى النخاع، وبالمناسبة أريد حقا أن أواصل مسيرتي الكروية في ريال مدريد، هذا النادي منحني الكثير ومستعد للتضحية من أجله، أنا جاهز لمواصلة الدفاع عن هذا القميص الذي يمثل لي الكثير وأشعر بالراحة عندما أرتديه.
المنتخب الإسباني أصبح مادة دسمة في وسائل الإعلام العالمية، هل تشعرون بالضغط؟
صحيح أننا صنعنا الضغط بأنفسنا في السنوات الأخيرة بسبب التألق والهيمنة على الكرة العالمية، سنمنح الفرصة للنقاد في أي تعثر ليقولوا أن المنتخب الإسباني لم يلعب كما كان في السابق، ولكن هذا لا يمنعنا من مواصلة الاستمتاع بلعبة كرة القدم، نحن لا نمل منها ولا نشبع طبعا من الفوز، أعتقد بأننا اليوم القوة الكروية الأولى في العالم، ولكننا ندرك في إسبانيا أنه في يوم من الأيام سيكون من الصعب الوصول مرة أخرى إلى هذا المستوى، لذا سنستغل هذه الأسماء ونهدي إنجازات أخرى للكرة الإسبانية.
إذن أنتم على استعداد لأي تغيرات قد تحدث في الكرة الإسبانية خاصة في المنتخب، أليس كذلك؟
تتغير في العالم معطيات كثيرة ولا يمكن لأحد مواصلة التألق مدى الحياة، قد تتغير العقلية والفلسفة الناجحة التي انتهجتها الكرة الأسبانية، لأن هذا المنتخب مختلف تماما عن سابقه، صحيح أننا كنا قد فزنا بكأس أوروبا للأمم، ولكن بالنسبة للكثير من المتتبعين كان الأمر لا يعدو أن يكون مفاجأة، حتى نحن كنا ننظر إلى أنفسنا بالثقة المطلوبة في ذلك الوقت، عندما تفوز بكأس العالم فأكيد أنك ستمر لمرحلة أخرى وتصبح محل اهتمام الجميع، ولكننا الآن نؤمن بأن طريقة لعبنا ستمكننا من تحقيق انتصارات كبيرة، نحن الآن نؤمن كذلك برغبتنا في الفوز بالبطولات، لأن ذلك سيعني فوز الجيل الحالي بجميع الألقاب الممكنة ونكتب أسماء لاعبي هذا المنتخب في تاريخ الكرة الإسبانية.
بالنظر إلى ما قلته الآن، هل تعتقد بأن مونديال البرازيل 2014 سيمثل نهاية حقبة في تاريخ كرة القدم الأسبانية؟
نحن محظوظون لأننا نملك لاعبين كبار، كما أن ديل بوسكي دائما ما يستدعي لاعبين من المنتخب تحت 21 سنة للمشاركة مع منتخب الكبار ومنحهم فرصة اللعب تدريجيا، ثم حمل المشعل من اللاعبين الأكبر منهم سنا، صحيح أيضا أن الوقت يمر بسرعة البعض سيتجاوزون سن الثلاثين وآخرون سيدخلون في منتصف الثلاثينات تقريبا "يضحك"، سيقرر بعضنا مواصلة المشوار من عدمه، وذلك وفقا لتفكيرنا أو لياقتنا البدنية، ولا نستبعد أيضا أن يمل الناس من رؤية نفس الوجوه، لا ينبغي على كرة القدم الإسبانية أن تقلق من شيء، فاللاعبون الصاعدون يمكنهم أن ينافسوا بقوة ويفوزوا بالألقاب أيضا كما فعلها من سبقهم، إسبانيا بلد كرة القدم وستستمر في التحدي.
قبل أن نختم هذا الحوار، هل تشعر بالسعادة حاليا؟
نعم بالتأكيد، كيف ولا وأنا الذي استعدت ابتسامتي مجددا، فأي إنسان على وجه الأرض لا يستطيع العيش في محيط وأجواء لم يسبق وأن عاشاها من قبل، لكن تجاوزت الفترة الصعبة في مشواري الكروي وعثرت مجددا على إيكر كاسياس.
موقع الفيفا