قناة المتوسط تقلب الموازين وتحول وجهة المشاهدين إلى شاشتها
زووم تونيزيا
| الخميس، 3 جويلية، 2014 على الساعة 23:21 | عدد الزيارات : 530
في فترة وجيزة تمكنت قناة المتوسط من قلب الموازين وتغيير خارطة توزيع المشاهدين بين القنوات التونسية .…
البرمجمة الرمضانية القوية التي استهلت بها قناة المتوسط هذا الشهر ، تمكنت من تحويل وجهة المتفرج التونسي الذي أصبح يجد كل ما يشتهيه من أطباق إعلامية على مائدة واحدة إسمها "المتوسط".
فبعد أن كانت الأعناق مشرئبة إلى ثلاث أو أربعة قنوات تونسية كلاسيكية ، تحاول من خلالها إخراج خلطة إعلامية محترمة رغم الكم الهائل من المتناقضات بينها سواء في التوقيت أو المادة المقدمة ، أصبح بإمكنها الآن أن تستغني عن مداعبة جهاز الريموكنترول بتثبيته على قناة واحدة فقط يستطيع من خلالها المراوحة بين الدراما والفكاهة والبرامج الدينية والتربوية.
أما الإمتياز الذي يحسب لقناة المتوسط هو هذه الوجبة الرمضانية التي أعدها مطبخها/إدارتها ، والتي ورغم تنوعها وثرائها إلا أنها جاءت بنكهة ثورية وهادفة ، فحتى مسلسلاتها الترفيهية والفكاهية جاءت في قالب ثوري بامتياز طالما تاق إليه المشاهد التونسي الذي انتظر انعكاسا ايجابيا لروح الثورة على وسائل الإعلام التونسية ، فتطرق "الزميل: إلى وضع الأمن قبل الثورة وبعدها ، في حين قام "الفنتوز" بتعرية أمجاد رؤساء الشعب وفطاحلة ضرب البندير زمن المخلوع.
يحسب لقناة المتوسط أيضا تمكنها من ردّ الإعتبار لممثلين ومبدعين تونسيين عانوا التهميش وكاد نجمهم ينطفئ بسبب البيروقراطية و سياسة المحسوبية التي تعاني منها القنوات الرسمية والخاصة التي تهدي الأدوار وطابات الإخراج لفئة معينة وفق أجندة معينة ، كما تمكنت أيضا من استقطاب نجوم بارزين في الساحة الفنية إختاروا مصافحة جمهورهم عبر شاشة المتوسط.
وأضحى الآن بامكان المراقب عبر إطلالة صغيرة على مواقع التواصل الإجتماعي إكتشاف عمق التأثير لقناة المتوسط وبرمجتها الرمضانية على التونسيين الذين تسابقوا في نشر عديد مقاطع الفيديو الحاملة لشعار المتوسط ، هذا بالإضافة إلى التعليقات المتعددة من قبل روّاد مواقع التواصل الإجتماعي الذين اعتبروا أنها نجحت في منافسة القنوات الكلاسيكية ، بدون أن تسقط في مستنقع الرداءة .
وغم محاولات تصنيفها وحصرها في زاوية معينة إلاّ أن المتوسط تمكن من كسر هذا الطوق والتوجه نحو المشاهد التونسي بكافة فئاته وتوجهاته ، فاتحة ذراعيها إليه بقالب تونسي أصيل متجذر أداء واسلوبا وبرمجة وإخراجا بعيد عن فوبيا التقليد والتصنع.